للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٦] "الغني" وله معان: منها: أنه لا يتعلق بالقدرة ولا يحتاج إلى دعامة أوعلاقة؛ وأنه لا يتوهم حدوث شيء إلا يصح منه بما له من الصفات من غير توقف على استحداث حكم.

[٢٧] "النور" وله معان: منها أنه لا يخفى على أوليائه بالدليل ويصح إدراكه بالأبصار ويظهر لكل ذي لب بالعقل.

[٢٨] "ذو الجلال" ومعناه المختص بما ذكرناه من الأوصاف.

وقال وفي بعض الأخبار (١) أنه "السيد".


[٢٦] "الغني" ورد في القرآن لله تعالى ١٨ مرة. قال الحليمي في معناه: إنه الكامل بما له وعنده، فلا يحتاج معه إلى غيره، وربنا- جل ثناؤه بهذه الصفة. لأن الحاجة نقص، والمحتاج عاجز عن ما يحتاج إليه إلى أن يبلغه ويدركه، وللمحتاج إليه فضل بوجود ماليس عند المحتاج، فالنقص منفي عن القديم بكل حال، والعجز غير جائز عليه، ولا يمكن أن يكون لأحد عليه فضل، إذ كل شيء سواه خلق له وبدع أبدعه، لا يملك من أمره شيئاً، وإنما يكون كما يريد اللّه عز وجل ويدبره عليه. فلا يتوهم أن يكون له مع هذا اتساع لفضل عليه. راجع "المنهاج" (١/ ١٩٦) "الأسماء والصفات" (٥٣ - ٥٤). وفي "الاعتقاد" (٢٧): هو الذي استغنى عن الخلق. وقيل: المتمكن من تنفيذ إرادته في مراداته، وهذه صفة يستحقها بذاته. وراجع " شأن الدعاء" (٩٢ - ٩٣).

[٢٧] "النور" قال الله عز وجل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (سورة النور ٢٤/ ٣٥). قال الحليمي: وهو الهادي لا يعلم العباد إلا ما علمهم، ولا يدركون إلا ما يسر لهم إدراكه، فالحواس والعقل فطرته وخلقه وعطيته. وقال الخطابى: هو الذي بنوره يبصر ذو العماية، وبهدايته يرشد ذو الغواية. ولا يجوز أن يتوهم أن الله سبحانه وتعالى نور من الأنوار فإن النور تضاده الظلمة، وتتعاقبه فتزيله، وتعالى الله أن يكون له ضد أو ند. "الأسماء والصفات" (١٠٢ - ١٠٣) و "المنهاج" (١/ ٢٠٧). وفي "الاعتقاد": هو الهادي، وقيل: هو المنور، وهو من صفات الفعل، وقيل: هو الحق. وقيل: هو الذي لا يخفى على أوليائه بالدليل، وتصح رؤيته بالأبصار. وهذه صفة يستحقها الباري تعالى بذاته (ص ٢٨).

[٢٨] "ذوالجلال" قد مر في "الجليل".
(١) قال المؤلف في "الأسماء والصفات" (٣٩): ومنها "السيد" وهذا اسم لم يأت به الكتاب ولكنه ماثور عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر حديثا بسنده عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال أبي رضي الله عنه: "انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أنت سيدنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السيد الله". فقلنا: فافضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان". =

<<  <  ج: ص:  >  >>