للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢١] "الأول" وله معان: منها: أنه لم يزل ومنها أنه لا يكافأ على النعمة والبلية ولا يسبق بالفعل.

[٢٢] "الآخر" ومعناه الدائم، فإنه يستحيل عليه العدم.

[٢٣] "الظاهر" ومعناه أنه يصح إدراكه بالأدلة على القطع واليقين.

[٢٤] "الباطن" ومعناه أنه لا يدرك باللمس والشم والذوق وأنه يقف على الخفيات.

[٢٥] "المتعال" وله معان: أحدها: أنه تعالى عن أن يطاق، والثاني: أنه تعالى عن الزوال بالذات والصفة، والثالث: أنه تعالى عن الحاجة.


[٢٣] "الظاهر" ورد مرة في سورة الحديد (٥٧/ ٣). قال الحليمي في معناه: إنه البادي في أفعاله، وهو- جل ثناؤه- بهذه الصفة فلا يمكن معها أن يجحد وجوده، وينكر ثبوته. (المنهاج ١/ ١٨٩). وقال الخطابي: هو الظاهر بحججه الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته، وصحة وحدانيته، ويكون "الظاهر" فوق على شيء بقدرته. وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة. (شأن الدعاء ٨٨). راجع "الاسماء والصفات" (٢٧ - ٢٨) و "الاعتقاد" (٢٦).

[٢٤] "الباطن" ورد مرة واحدة فقط مع "الظاهر". وقال الحليمي: "الباطن" الذي لا يحس، وإنما يدرك بآثاره وأفعاله. وقال الخطابي: وقد يكون معنى الظهور والبطون: تجليه لبصائر المتفكرين واحتجابه عن أبصار الناظرين، وقد يكون معناه: العالم بما ظهر من الامور والمطلع على ما بطن من الغيوب. راجع "الأسماء والصفات" (٥٢) و"المنهاج" (١/ ١٩٦). وفي "الاعتقاد" (٢٦): هو الذي لا يستولى عليه توهم الكيفية. ثم ذكر قول الخطابي الاخير وقال: وهما- الظاهر والباطن- من صفات الذات.

[٢٥] "المتعال" ورد في القرآن مرة واحدة في سورة الرعد (١٣/ ٩). قال الحليمي معناه: المرتفع عن أن يجوز عليه ما يجوز على المحدثين من الأزواج والاولاد، والجوارح والاعضاء، واتخاذ السرير للجلوس عليه، والاحتجاب بالستور عن أن تنفذ الأبصار إليه، والانتقال من مكان إلى مكان، ونحو ذلك، فإن إثبات بعض هذه الأشياء يوجب النهاية، وبعضها يوجب الحاجة، وبعضها يوجب التغير والاستحالة وشيء من ذلك غير لائق بالقديم ولا جائز عليه. "المنهاج" (١/ ١٩٦) و "الاسماء والصفات" (٥١ - ٥٢). وقال في "الاعتقاد" (٢٦) هو المنزه عن صفات الخلق، وهذه صفة يستحقها بذاته. وقد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقهر، وراجع "شأن الدعاء" (٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>