للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٩] "الماجد" وله معان: منها: الارتفاع والعلو على المبالغة. ومنها: التقريب على حسب المشيئة، ومنها: الاختصاص بالولاية والتولية.

[٢٠] "الصمد" وله معان: منها: أنه لا يتجزأ في الوهم، ومنها: أن الكون والأحوال منه تطلب.


[١٩] "الماجد" لم يرد في الكتاب وورد في حديث الأسامي. وقد تقدم تفسير "المجيد" وذكر هناك أن أصل "المجد" السعة. قال الخطابي: وقد يحتمل أن يكون إنما أعيد هذا الاسم ثانيًا، وخولف بينه في البناء وبين "المجيد" ليؤكد به معنى "الواجد" الذي هو الغني، فيدل به على السعة والكثرة في الوجد، وليأتلف الاسمان أيضاً ويتقاربا في اللفظ. فإنه قد جرت عادة العرب باستحسان هذا النمط من الكلام. وهو من باب مظاهرة البيان. راجع "شأن الدعاء" (٨٢). سقط من (ن) والمطبوعة الاسم "الماجد" والقولان الأولان في تفسيره. وأما قوله "ومنها: الاختصاص بالولاية والتولية، فجاء في تفسير قوله "الواحد".

[٢٠] "الصمد" ورد مرة واحدة في سورة الإخلاص. وقال الحليمي معناه: المصمود بالحوائج أي المقصود بها. وقد يقال ذلك على معنى أنه المستحق لأن يقصد بها. ثم لا يبطل هذا الاستحقاق ولا تزول هذه الصفة بذهاب من يذهب عن الحق ويضل السبيل، لأنه إذا كان هو الخالق والمدبر لما خلق، لا خالق غيره، ولا مدبر سواه، فالذهاب عن قصده بالحاجة- وهي بالحقيقة واقعة إليه، ولا قاضي لها غيره- جهل وحمق. والجهل بالله تعالى جده كفر. (المنهاج ١/ ٢٠١ - ٢٠٢). وذكر المؤلف في "الأسماء والصفات" (٧٨ - ٨٠) بعد إيراد قول الحليمي تفاسير أخرى ونقل عن الخطابي أنه قال: "الصمد": السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد إليه في الحوائج والنوازل. وأصل الصمد: القصد. يقال للرجل: "اصمد صمد فلان": أي اقصد قصده. وأصح ما قيل فيه ما يشهد له معنى الاشتقاق. وانظر "شأن الدعاء" (٨٥). وفي "الاعتقاد" (٢٦): وقيل: هو الباقي الذي لا يزول، وهو من صفات الذات. وراجع "تفسير سورة الإخلاص" لشيخ الإسلام ابن تيمية (طبعة الدارالسلفية).
(٢١ - ٢٢) "الأول والآخر" وردا معاً في سورة الحديد فقط (٥٨/ ٣) وذكرهما الحليمي ثم المؤلف في "الأسماء والصفات" معاً. وقال الحليمي: فالأول: هو الذي لا قبل له. ولا "الآخر": هو الذي لا بعد له. وهذا لأن قبل وبعد نهايتان "فقبل، نهاية الوجود من قبل ابتدائه" و "بعد" غايته من قبل انتهائه فإذا لم يكن له ابتداء ولا انتهاء لم يكن للوجود قبل وبعد. فكان هو الأول والآخر. راجع "المنهاج" (١/ ٨٨) و"الأسماء والصفات" (٢٥ - ٢٦). وفي "الاعتقاد" (٢٦): "الأول" و هو الذي لا ابتداء لوجوده، "الآخر": هو الذي لا انتهاء لوجوده. وهما صفتان يستحقهما بذاته. وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (٨٧) الأول: هو السابق للأشياء كلها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاستحق الأولية إذ كان موجودًا ولا شيء قبله ولا معه.
"والأخر" هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى الأخر ماله الانتهاء، كما ليس معنى الأول ما له الابتداء، فهو الأول والآخر، وليس لكونه أول ولا آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>