للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨] "الخبير" ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون. ومنها:

[٩] "الحكيم" ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف- ومنها:

[١٠] "الشهيد" ويختص بان يعلم الغائب والحاضر ومعناه أنه لا يغيب عنه شيء ومنها:


= وجاء أيضاً "العالم " وهو في القرآن بالإضافة {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} ١٠ مرات، {عَالِمُ الْغَيْبِ} مرتين {عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} مرة واحدة (فاطره ٣/ ٣٨) وبالجمع "عالمين" مرتين (الأنبياء ٢١/ ٥١، ٨١). وقال الحليمي في معناه: إنه مدرك الأشياء على ما هي به، وإنما وجب أن يوصف- عز اسمه- بالعالم لأنه قد ثبت أن ما عداه من الموجودات فعل له، وأنه لا يمكن أن يكون فعل إلا باختيار وارادة. والفعل على هذا الوجه لا يظهر إلا من عالم، كما لا يظهر إلا من حي. (المنهاج ١/ ١٩١) وانظر "الأسماء والصفات" (٣٧).

[٨] "الخبير" ورد في القرآن في صفة الله عز وجل ٤٣ مرة. وقال الحليمي: معناه المتحقق و يعلم كالمستيقن من العباد، إذ كان الشك غير جائز عليه، فإن الشك ينزع إلى الجهل، وحاشا له من الجهل. ومعنى ذلك أن العبد قد يوصف بعلم الشيء، إذا كان ذلك يوجبه أكثر رأيه، ولا سبيل له إلى أكثر منه، وان كان يجيز الخطأ على نفسه فيه، والله جل ثناؤه لا يوصف بمثل ذلك إذ كان العجز غير جائز عليه، والإنسان إنما يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز. (المنهاج ١/ ١٩٩ - ٢٠٠). وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (٦٣) يقال: فلان بهذا الأمر خبير، وله به خبر، وهو أخبر به من فلان أي أعلم. إلا أن الخبر في صفة المخلوقين إنما يستعمل في نوع الحلم الذي يدخله الاختبار، ويتوصل إليه بالامتحان والاجتهاد، دون النوع المعلوم ببدائه العقول. وراجع "الأسماء والصفات" (٦٤). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (٢٣): هو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته. وقيل: الخبير: المخبر. وهو من صفات ذاته.

[٩] "الحكيم" وجاء في القرآن ٩٢ مرة لله تعالى. قال الحليمي في معناه: الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم، كمالا يظهر الفعل على وجه الاختيار إلا من حي عالم قدير. (المنهاج ١/ ١٩١ - ١٩٢). وقال الخطابي: "الحكيم،: هو المحكم لخلق الأشياء. صرف عن المفعل إلى فعيل. ومعنى الإحكام لخلق الأشياء إنما ينصرف إلى إتقان التدبير فيها، وحسن التقدير لها، إذ ليس على الخليقة موصوفَا بوثاقة البنية وشدة الأسر كالبقة والنملة، وما أشبههما من ضعاف الخلق، إلا أن التدبير فيهما، والدلالة بهما على وجود الصانع وإثباته ليس بدون الدلالة عليه بخلق السماء والأرض والجبال وسائر معاظم الخليقة. (شأن الدعاء ٧٣)، وراجع "الأسماء والصفات" (٣٨). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (٢٤): هو المحكم لخلق الأشياء، وقد يكون بمعنى المصيب في أفعاله. وقال الراغب في مفرداته و (١٢٦): الحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.

[١٠] "الشهيد" ورد في القرآن ١٩ مرة في صفة الله تعالى. وقال الحليمي في معناه: إنه المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالشهود وهو الحضور. ومعنى ذلك أنه وان كان لا يوصف بالحضور =

<<  <  ج: ص:  >  >>