للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١١] "الحافظ " ويختص بأنه لا ينسى ما علم. ومنها:

[١٢] "المحصي" ويختص بأنه لا يشغله الكثرة عن العلم وذلك مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق فيعلم عند ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة وكيف لا يعلم وهو الذي خلقها؟ وقد قال (١): {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}


= الذي هو المجاورة، أو المقاربة في المكان، فإن ما يجري ويكون من خلقه لا يخفى عليه، كما يخفى على البعيد النائي عن القوم ما يكون منهم، وذلك أن النائي إنما يؤتى من قبل قصور آلته ونقص جارحته، والله تعالى- جل ثناؤه- ليس بذي ألة ولا جارحة، فيدخل عليه فيهما ما يدخل على المحتاج إليهما. "المنهاج" (١/ ٢٥٠) "الأسماء والصفات" (٦٤ - ٦٥). وقال المؤلف في كتابه "الاعتقاد" (هـ ٢٤): هو الذي لا يغيب عنه شيء. وقيل: هو العالم الرائي. فيرجع معناه إلى صفة العلم وصفة الرؤية. وراجع " شأن الدعاء" (٧٥ - ٧٦).

[١١] "الحافظ" ورد في القرآن {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} (يوسف ١٢/ ٦٤). وجاء {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء ٤/ ٣٤) قال الحليمي: "ومن حفظ فهو حافظ". وجاء بصيغة الجمع {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر ١٥/ ٩) و {وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} (الأنبياء ٢١/ ٨٢). ومعناه: الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه. راجع "المنهاج" (٤/ ٢٥١) و"الأسماء والصفات" (٨٩ - ٩٥). ومن أسمائه تعالى "الحفيظ" وسيأتي. وجاء في الأصل "الخافض" في هذا المكان خطأ.

[١٢] "المحصي" لم يرد في الكتاب بهذا اللفظ، وجاء ذكره في خبر الأسامي، وفي القرآن {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (الجن ٧٢/ ٢٨). قال الحليمي في معناه: العالم بمقادير الحوادث ما يحيط به منها علوم العباد ومالا يحيط به منها علومهم كالأنفاس والأرزاق، والطاعات والمعاصي والقرب، وعدد القطر والرمل والحصى والنبات وأصناف الحيوان والموات وعامة الموجودات، وما يبقى منها أو يضمحل ويفنى. وهذا راجع إلى نفي العجز الموجود في المخلوقين عن إدراك ما يكثر مقداره، ويتوالى وجوده، وتتفاوت أحواله عنه- عز اسمه- "المنهاج" (١/ ١٩٨ - ١٩٩)، "الأسماء والصفات" (٦٠). وقال الخطابي: هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته منها دقيق، ولا يعجزه جليل، ولا يشغله شيء منها عما سواه، أحصى حركات الخلق وأنفاسهم وما عملوِه من حسنة، واجترحوه من سيئة لقوله تعالى: {مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} (الكهف ١٨/ ٤٩). راجع "شأن الدعاء" (٧٩). وقال في "الاعتقاد" (٢٥)، هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فيرجع معناه إلى صفة العلم.
(١) سورة الملك (٦٧/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>