للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣] "المصور" ويختص بانواع التركيب. ومنها:

[٤] "الوهاب" ويختص بكثرة العطية واستحالة ورود ما يحجزه عنه. ومنها:


= يحتمل معنيي: أحدهما: الموجد لما كان في معلومه من أصناف الخلائق. وهذا هو الذي يشير إِليه قوله جل وعز: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (الحديد ٥٧/ ٢٢). ولا شك أن إثبات الإبداع والاعتراف به للباري عز وجل ليَس يكون على أنه أبدع بغتة من غير علم سبق له بما هو مبدعه، لكن على أنه كان عالما بما أبدع قبل أن يبدع. فكما وجب له عند الإبداع اسم "البديع "، وجب له اسم البارئ. والآخر: أن المراد بالبارئ قالب الأعيان أي أنه أبدع الماء والترإب "النار والهواء لا من شيء ثم خلق منها الأجسام المختلفة كما قال جل وعز: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء ٢١/ ٣٥) وقال: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} (ص ٣٨/ ٧١) وغير ذلك من آلأيات فيكون هذا من قولهم "برأ القواس القوس": إذا صنعَها من موادها التي كانت لها فجاءت منها لا كهيئتها. والاعتراف لله عز وجل بالإبداع يقتضي الاعتراف له بالبرء إذ كان المعترف يعلم من نفسه أنه منقول من حال إلي حال إلى أن صار ممن يقدر على الاعتقاد والاعتراف. "المنهاج" (١/ ١٩٢ - ١٩٣) وانظر "الأسماء والصفات" (٤٠ - ٤١) و "الاعتقاد" (٢١) و "شأن الدعاء" (٥٠).

[٣] المصور، ورد في سورة الحشر فقط (٥٩/ ٢٤). قال الحليمي: معناه المهيئ لمناظر الأشياء على ما أراده من تشابه أو تخالف. والاعتراف بالإبداع يقتضى الاعتراف بما هو من لواحقه. وقال الخطابي: "المصور" الذي أنشا خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها. ومعنى التصوبر: التخطيط والتشكيل. وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها، جعله علقة ثم مضغة، ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به ذا صورة وهيئة، فتبارك الله أحسن الخالقين. (شأن الدعاء ٥١ - ٥٢). وانظر "الأسماء والصفات" (٤٤ - ٤٥). وقال الحافظ ابن حجر: "المصور" هو مبدع صور المخترعات، ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة. فالله خالق كل شيء بمعنى أنه موجده من أصل ومن غير أصل، وبارئه بحسب ما اقتضته الحكمة من غير تفاوت ولا اختلال، ومصوره في صورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله. (فتح الباري ١٣/ ٣٩١).

[٤] "الوهاب" ورد هذا الاسم لله تعالى في كتابه ثلاث مرات. قال الحليمي في معناه: أنه المتفضل بالعطايا، المنعم بها لا عن استحقاق عليه. (المنهاج ١/ ٢٠٦). وقال أبو سليمان الخطابي: ومعنى الهبة: التمليك بغير عوض ياخذه الواهب من الموهوب له، فكل من وهب شيئا من عرض الدنيا لصاحبه فهو واهب. ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا، فكثرت نوافله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا ما لا ونوالا في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، ولا عافية لذي بلاء. والله الوهاب سبحانه يملك جميع ذلك. وسع الخلق جوده ورحمته فدامت مواهبه، واتصلت مننه وعوائده. (شأن الدعاءه ٣٥). راجع "الأسماء والصفات" (٩٧ - ٩٨). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (٢٢): هو الذي يجود بالعطاء الكثير من غير استثابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>