للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والله أعلم-: أنا العالم بجزائه، والمالك له، وليس ذلك مما أخبرتكم به من أن الحسنة بعشر أمثالها، وأن مثل النفقة في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، لكن جزاء الصوم يجل عن هذا كله، وأنا أعلم به، وإلي أمره.

وهذا لأن كل عمل يعمله ابن آدم من الطاعات فإنما هو تبرر لا ينقص من بدنه شيئًا إلا الصيام فإنه تفريض من الصائم نفسه للنقصان الذي قد يقف، وقد يؤدي إلى الهلاك، فالصائم بصيامه مؤثر للرجوع إلى ربه، مستسلم لذلك، فينشرح الصدر له، وكان صومه له -عز اسمه- من هذا الوجه.

وأما قوله "للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه": فمعناه (١) - والله أعلم- فرحة عند إفطاره بما يجب له من الثواب الذي لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ وبأن أذن له في الإفطار ولم يأذن له في وصل الليل بالنهار، فيتعجل هلاكه، وإنما جاء في الحديث من: أن للصائم عند فطره دعوة مستجابة، وفرحة يوم القيامة. بما يصل إليه من الثواب والجزاء.

وأما الخلوف فإنما جعله أطيب عند الله من ريح المسك ليبين أنه وإن كان في الطباع من باب الأذى فإنه عند الله -عزّ وجلّ- مرضي لا ينبغي إزالته بالسواك وغيره، كما لا يزال دم الشهيد عنه بالغسل، وإنه يثاب على الصبر عليه كما يثاب على الصبر عن الطعام والشراب و الله أعلم.

وقد حكي عن ابن عيينة في قوله: "الصوم لي" كما:

[٣٣٠٩] أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو الطيب المظفر بن


(١) راجع "المنهاج" (٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤).

[٣٣٠٩] إسناده: فيه من لم أعرفه.
• أبو الطيب المظفر بن سهل، لم أجد له ترجمة.
وكذا شيخه إسحاق بن أيوب بن حسان. ذكره المزي في "تهذيب الكمال" ضمن الرواة عن أبيه أيوب. ولم أجد من ترجم له.
• أيوب بن حسان الواسطي، أبو سليمان، الدقاق. صدوق. من العاشرة (ق).
والخبر أخرجه المؤلف في "سننه" أيضًا (٤/ ٢٧٤، ٣٠٥) عن أبي محمد بن يوسف الأصبهاني بنفس الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٤٣٦) و عزاه للمؤلف فقط. =

<<  <  ج: ص:  >  >>