للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويقال إن الشافعي أثنى علي كتبه في المنام كما يحكي قاضي القضاة أبو علي بن البيهقي عن ثلاثة أشخاص رأوا الإمام في المنام وهو يمسك بيده تصانيف البيهقي ويلقبه بالفقيه. ويقول الذهبي: هذه رؤيا حق. فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جود تآليفه مثله (١).

ومن تصانيفه المفيدة في الفقه "المبسوط في نصوص الشافعي"، "ومعرفة السنن والآثار"، و"كتاب الخلافيات بين أبي حنيفة و الشافعي". و"أحكام القرآن"، و"بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" و"كتاب رد الانتقاد علي أبي عبد الله الشافعي". وغير ذلك.

وكان عصره يزخر بالفقهاء الشافعية وقد حاول الاستفادة من كبار علمائهم ففي مقدمة الشيوخ الذين تفقه بهم:

١ - أبو الفتح، ناصر بن الحسين بن محمد بن علي، القرشي العمري المروزي (٢) (م ٤٤٤ هـ).

الإمام الفقيه، شيخ الشافعية. تفقه علي أبي بكر القفال، وعلى أبي الطيب الصعلوكي، وأبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي. وروى الحديث عن أبي العباس السرخسي، وأبي محمد المخلدي، وجماعة.

وبرع في المذهب، ودرّس في أيام مشايخه، وتفقه به أهل نيسابور، وكتب بخطه الكثير، وكان مدار الفتوى والمناظرة عليه، وكان مع ذلك متواضعا، فقيرا، خيرا، متعففا قانعا باليسير، كبير القدر.

وقد روى عنه البيهقي في هذا الكتاب وله عنه رواية في "السنن الكبرى" وغيره.


(١) "السير" (١٧/ ١٦٧، ١٦٨). وراجع "تبيين كذب المفتري" (٢٦٧).
(٢) ترجمته في "السير" (١٧/ ٦٤٣،٦٤٤)، "طبقات السبكي" (٤/ ٢٧)، "شذرات" (٣/ ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>