للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا العتاهية (١) إسماعيل بن قاسم جاء إلى دكان سقيفة الوراق فجلس وتحدث ثم ضرب

بيده إلى دفتر فكتب في ظهره:

فيا عجبا كيف يعصى الإ … له أم كيف يجحده الجاحد

ولله (٢) في كل تحريكة … وتسكينة أبدا شاهد

وفي كل شيء له آية … تدل على أنه وأحد

ثم ألقاه ونهض فلما كان من الغد (٣) أو بعد ذلك جاء أبونواس فجلس وتحدث وضرب بيده إلى ذلك الدفتر فقال: أحسن قاتله الله (٤) والله لوددته لي بجميع ما قلته.

لمن هي؟ قلت: لأبي العتاهية. فقال هو أحق به.

ثم أخذ أبونواس الدفتر فكتب:

سبحان (٥) من خلق … الخالق من ضعيف مهين

يسوقه من قرار … إلى قرار مكين

يحول (٦) شيئا فشيئا … في الحجب دون العيون

حتى بدت حركات … مخلوقة من سكون

فلما عاد أبو العتاهية نظر فيه فقال: أحسن قاتله (٧) الله والله لوددت أنهالي بجميع ما قلت وما أقول لمن هي؟ فقلنا: لأبي نواس.


(١) في النسخ كلها "القاسم بن إسماعيل" و وأبوالعتاهة اسمه إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان
العنزي. شاعر مجيد، سار شعر لجودته وحسنه وعدم تقعره. ترجمته في "الشعر والشعراء " (٧٩١ -
٧٩٥)، "الموشح" (٢٣٠ - ٢٣٨)، "الأغاني" (٤/ ١ - ١١٢). "تاريخ بغداد" (٦/ ٢٥٠ - ٢٦٠)،
"وفيات الأعيان" (١/ ٢١٩ - ٢٢٦)، "السير" (١٠/ ١٩٥ - ١٩٨)، "شذرات" (٢/ ٢٥).
(٢) ترتيب البيتن الأخيرين في الأصل مختلف عما هنا. ففيه البيت الثالث مكان الثاني، والثاني
مكان الثالث.
(٣) وفي (ن) والمطبوعة "من الغداة بعد ذلك".
(٤) وفي (ن) والمطبوعة "أحسن قائله".
(٥) الأبيات في ديوانه (٦٦٦).
(٦) في الديوان "يحور" أي ينتقل.
(٧) في (ن) والمطبوعة "أحسن قائله".

<<  <  ج: ص:  >  >>