للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يأخذ النساء من المغيرة، فتلففت بمرطي، أما والله ما كان خز ولا قز ولا حرير ولا ديباج ولا قطن ولا كتان. قيل لها: مم كان يا أم المؤمنين؟ قالت. كان سداه شعر ولحمته من أدبار الإبل. قالت: فطلبته في حجر نسائه فلم أجده، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا أنا به كالثوب الساقط، وهو يقول في سجوده: "سجدَ لك خيالي، وسَوادي، و آمَنَ بك فؤادي. فهذه يدي، وما جَنيتُ بها على نفسي، يا عظيم يرجى لكلّ عظيم! يا عظيم اغفر الذنب العظيمَ. سَجَد وَجهي للذي خَلقَه، وشَقَّ سمعه وبَصره" ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدًا فقال: "أعوذُ برضَاك مِن سَخطك، أعوذُ بعَفوك من عقابك، وأعوذ بك منك (لا أُحصى ثناءً عليك) (١) أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود: أغفر وجهي في التّراب لسيّدي، وحقَّ له أن يسجد" ثم رفع رأسه فقال: "اللهمّ ارزقني قلبًا تقيًّا مِن الشرّ نقيًّا، لا جافيًا ولا شقيًّا" ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولي نفس عال. فقال: "ما هذا النفَسُ يا حميراء؟ " فأخبرته، فطفق يمسح بيديه على ركبتي وهو يقول: "ويح هاتين الركبتين ما لقيتا! هذه الليلةُ ليلةُ النصف من شعبان، ينزل الله تعالى فيها إلى السّماء الدّنيا فيَغفر لعباده إلا المشرك والمشاحن".

[٣٥٥٨] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن علي الوراق، أخبرنا سعيد بن سليمان، حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، قال: يقطع الآجال من شعبان إلى شعبان. قال: إن الرجل لينكح ويولد له، وقد خرج اسمه في الموتى.


(١) زيادة يقتضيها السياق أضفتها من "العلل المتناهية".

[٣٥٥٨] إسناده: رجاله ثقات إلا أنه مقطوع.
• عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، الثقفي الأخنسي. صدوق له أوهام. من السادسة (ع).
وجاء هكذا في النسختين من قول عثمان بن محمد. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢٥/ ١٠٩) من طريق آدم بن أبي إياس عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عثمان بن محمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال … فذكره مرسلًا ومرفوعًا.
وكذا ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤٠١) مرفوعًا مرسلًا ونسبه لابن جرير والمؤلف.
فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>