للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (١) وإن شئت أنباتك كيف بني؟ إن الله عز وجلّ أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتًا في الأرض، فضاق إبراهيم بذلك ذرعًا، فأرسل الله إليه السكينة، وهي ريح خجوج حتى انتهت إلى مكة، وتطوقت موضع البيت، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة. قال: فبنى إبراهيم حيث استقرت السكينة.

قال وكان يبني هو وابنه حتى بلغ موضع الحجر الأسود، فقال إبراهيم لابنه: ابغني حجرًا. قال: فذهب الغلام يبني ساقًا (٢) فقال إبراهيم: ابغني حجرًا كما أمرتك، قال: فذهب الغلام ليلتمس حجرًا، قال: فأتاه وقد ركب الحجر الأسود في مكانه، فقال له: يا أبت من أتاك بهذا الحجر؟ قال: أتاني به من لم يتكل على (بنائي و) (٣) بنائك، جاءه به جبريل عليه السلام من السماء.

قال فبناه، فمر عليه الدهر، فانهدم، فبنته العمالقة، قالة فمر عليه الدهر، فانهدم، فبنته جرهم، فمر عليه الدهر فبنته قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ رجل شاب، فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه، فقالوا: يحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول من خرج عليهم، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط، ثم يرفعه جميع القبائل كلهم.

وروينا من وجه أخر عن سماك فقال في السكينة: لها رأس، وقال: ثم تطوقت موضع البيت تطوق الحية. وقال في آخره: فرفعوه وأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه.


(١) سورة آل عمران (٣/ ٩٧).
والخبر أخرجه ابن جرير- باختصاره- (١/ ٥٥١) عن هناد عن أبي الأحوص، ومن طريق سعيد، عن سماك بن حرب به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٩٢ - ٢٩٣) والمؤلف في "الدلائل" (٢/ ٥٥ - ٥٦) من طريق إسرائيل عن سماك به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وانظر "الدر المنثور" (١/ ٣٠٧).
(٢) هذه الجملة في المصادر قبل قول إبراهيم لابنه: ابغني حجرًا. وهي: وكان يبني كل يوم ساقًا.
(٣) زيادة من المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>