للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الله تعالى (١): {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.

قال (٢): والنبوة اسم مشتق من النبأ وهو الخبر إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد، فتكون النبوة على هذا الخبر والمعرفة بالمخبرات الموصوفة. والنبي (٣) - صلى الله عليه وسلم - هو المخبر بها فإن انضاف إلى هذا التوقيف أمر بتبليغه الناس ودعائهم إليه كان نبيا رسولا وإن ألقي إليه ليعمل به في خاصته ولم يؤمر بتبليغه والدعاء إليه كان نبيا ولم يكن رسولا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.

قال: وقد (٤) أرشد اللّه تعالى إلى أعلام النبوة في القرآن كما أرشد إلى آيات الحدث الدالة على الخالق والخلق فقال عز اسمه (٥): {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} وقال (٦): {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وقال (٧): {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى}.

فأخبر (تعالى) (٨) أنه بعث الرسل لقطع حجة العباد وقيل في ذلك وجوه:

أحدها: أن الحجة التي قطعت على العباد هي أن لا (٩) يقولوا إن الله جل ثناؤه إن كان خلقنا لنعبده فقد كان ينبغي أن يبين لنا العبادة التي يريدها منا ويرضاها لنا ما هي؟ وكيف هي؟ فإنه وإن كان في عقولنا الاستجداء (١٠) له والشكر على نعمه التي


(١) سورة النساء (٤/ ٨٠) وفي (ن) والمطبوعة "قال عز وجل".
(٢) أي البيهقي- المؤلف- وهو كلام الحليمي في كتابه.
(٣) في (ن) والمطبوعة "فالنبي".
(٤) راجع "المنهاج" (١/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
(٥) سورة الحديد (٥٧/ ٢٥).
(٦) النساء (٤/ ١٦٥).
(٧) طه (٢٠/ ١٣٤).
(٨) زيادة من (ن).
(٩) في الأصل "أن يقولوا".
(١٠) كذا في الأصل وهو موافق و جاء في (المنهاج". وفي (ن) والمطبوعة "أن نسجد له"،
والاستجداء: طلب المنفعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>