للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنعمها علينا فلم يكن فيها أن التذلل والعبودية منا بماذا ينبغي أن يكون وعلى أي (١) وجه ينبغي أن يظهر (٢) فقطعت حجتهم بان أمروا ونهوا وشرعت لهم الشرائع ونهجت لهم المناهج فعرفوا ما يراد منهم وزالت الشبهة عنهم.

والآخر: أن الحجة التي قطعت هي ألا يقولوا إنا ركبنا تركيب سهو (٣) وغفلة وسلط علينا الهوى (٤) ووضعت فينا الشهوات (٥) فلو أمدنا بمن إذا سهونا (٦) نبهنا واذا مال بنا الهوى إلى وجه قومنا و كان (٧) منا إلا الطاعة ولكن لما خلينا ونفوسنا ووكلنا إليها وكانت أحوالنا ما ذكرنا غلبت الأهواء علينا ولم نملك قهرها وكانت المعاصي منا لذلك.

والثالث: أن الحجة التي قطعت هي ألا يقولوا قد كان في عقولنا حسن الإيمان والصدق (٨) والعدل وشكر المنعم وقبح الكذب والكفر والظلم، ولكن لم يكن فيها أن من ترك الحسن إلى القبيح عذب بالنار خالدا مخلدا فيها (وأن من ترك القبيح إلى الحسن أثيب بالجنة خالدا مخلدا فيها) (٩) لأنه إذا كان لا يدرك بالعقل أن لله جل جلاله خلقا هو الجنة أو خلقا هو النار الغائبة فكيف يدرك أن أحدهما معد (١٠) للعصاة (١١) والآخر لأهل طاعة.

ولو علمنا أنا (١٢) نعذب على معاص وذنوب متناهية عذابا متناهيا أو غير متناه أو نثاب (١٣) على الطاعة (١٤) المتناهية ثوابا غير متناه و كان منا إلا الطاعة (١٥). فقطع الله تبارك وتعالى هذه الحجج كلها ببعثة الرسل وبالله التوفيق.


(١) في (ن) والمطبوعة "على الأوجه".
(٢) في (ن) والمطبوعة "أن يظهره".
(٣) كذا في الأصل. وفي (ن) والمطبوعة "شهوة".
(٤) وفي المطبوعة "الأهواء".
(٥) سقطت هذه الكلمة في الأصل.
(٦) في الأصل "سهينا".
(٧) وفي (ن) والمطبوعة "كانت".
(٨) في (ن) والمطبوعة "التصديق".
(٩) العبارة بين المعقوفتن ساقطة من (ن) والمطبوعة.
(١٠) في (ن) والمطبوعة "معدا".
(١١) في الأصل "المعاصي" ولعله "لأهل المعاصي" سقط منه "لأهل". والله أعلم.
(١٢) في (ن) والمطبوعة "بان".
(١٣) في المطبوعة "يثاب".
(١٤) في (ن) والمطبوعة "بالطاعة".
(١٥) وبعده في "المنهاج": "ولم يكن منا بحال معصيته".

<<  <  ج: ص:  >  >>