للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله (١): "تعس عبد الدينار والدرهم وعبد الخميصة إن أعطي منها رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكسو (وإن شيك) (٢) فلا انتقش" (٣) فلم يدع أحد من العرب أن شيئا من هذا يشبه القرآن وأن فيه كثيرا كقوله.

وحكى الأستاذ أبو منصور الأشعري (٤) رحمه اللّه تعالى فيما كتب إلي عن بعض أصحابنا أنه قال: يجوز أن يكون هذا النظم قد كان فيما بينهم فعجزوا عنه عند التحدي فصار معجزة لأن إخراج ما في العادة عن العادة نقض للعادة كما أن إدخال ما ليس في العادة في الفعل نقض للعادة. وبسط الكلام في شرحه.

وأيهما كان فقد ظهرت بذلك معجزته واعترفت العرب بقصورهم عنه وعجزهم عن الإتيان بمثله.

[١٣٣] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي الصنعاني بمكة، حدثنا


= المساجد (١/ ٢٤٥ رقم ٧٤٢) وأحمد في "مسنده" (٣/ ١١٨، ١٧٢، ١٨٠، ٢١٦، ٢٧٦)، والنسائي في فضائل الصحابة (رقم ٢٠٩ - ٢١٣) من حديث أنس. كما أخرجه الترمذي (٥/ ٦٩٣) وأحمد (٥/ ٣٣٢) والنسائي في فضائل الصحابة (رقم ٢٠٧) من حديث سهل بن سعد.
(١) أخرجه البخاري في الجهاد (٣/ ٢٢٣) من حديث أبي هريرة. وأخرجه في الرقاق ببعضه (٧/ ١٧٥). وهو عند ابن ماجه مختصرا (٢/ ١٣٨٦ رقم ٤١٣٥، ٤١٣٦). وأخرجه أبوالشيخ في "الأمثال" (رقم ١١٦) بنحوه وانظر بقية التخريج هناك.
(٢) سقط من (ن) والمطبوعة.
(٣) في المطبوعة "فلا انتفس" (غريب الحديث) "تعس": دعاء عليه بالهلاك والخسران. "الخميصة": هي ثوب خز أو صوف معلم. ومعنى كونه عبدا لهذه الأشياء أنه يهتم بتحصيلها ويقضي على أوقاته في كيفية الحصول عليها، ولا يهتم بامور الآخرة. "انتكس ": انقلب على رأسه. وهو دعاء عليه بالخيبة. "و اذا شيك فلا انتقش": أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها والخلاص منها.
(٤) هو محمد بن الحسن بن أبي أيوب، الأستاذ، حجة الدين، المتكلم النيسابوري (م ٤٢١ هـ) إمام باهر ذكي. صاحب البيان والحجة والنظر الصحيح، أنظر من كان في عصره على مذهب الأشعري. تلمذ لا بن فورك، وكان فقيراً، نزهاً، قانعًا، مصنفاً. راجع "السير" (١٧/ ٥٧٣)، "الوافي" (٣/ ١٠)، "طبقات السبكي" (٣/ ٦٢) وفي "الطبقات" و "الوافي": "محمد بن الحسين".

[١٣٣] إسناده: صحيح رجاله ثقات غير شيخ الحاكم وهو:
• أبو عبد اللّه محمد بن علي الصنعاني، لم أجد له ترجمة، ويكثر عنه الحاكم =

<<  <  ج: ص:  >  >>