للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم نؤمر أن نقف على ذلك الحصين فمال رجل منا عن العسكر ونزل بقرب الحصين فظننا أنه يبول فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها فقال لها بالرومية كيف السبيل إليك؟ قالت هين تتنصر ونفتح لك الباب وأنا لك قال: ففعل فأدخل الحصين، قال: فقضينا عراتنا في أشد ما يكون من الغم كان كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى فقلنا يا فلان ما فعل قرآنك، ما فعل علمك ما فعل صلاتك وصيامك قال اعلموا أني نسيت القرآن كله ما أذكر منه إلا هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ. ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (١).

قال الشيخ أحمد رحمه الله: هكذا يكون حال من تدركه الشقاوة والعياذ بالله كما تقدم ذكره يكون حال من تدركه السعادة نسأل الله التوفيق والعصمة بفضله.

[٤٠١١] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدوس، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن المبارك، حدثنا السري بن يحيى، حدثني العلاء ابن هلال الباهلي، أن رجلًا من قوم صلة قال لصلة يا أبا الصهباء إني رأيت أني أعطيت شهادة وأعطيت أنت شهادتين فقال صلة خيرًا رأيت تستشهد وأستشهد أنا وابني إن شاء الله فلما كان يوم يزيد بن زياد لقيهم الترك بسجستان فكان أول جيش انهزم من المسلمين ذلك الجيش فقال صلة لابنه ارجع إلى أمك فقال ابنه يا أبتاه تريد الخير لنفسك وتامرني بالرجعة فأنت والله كنت خيرًا لأمي مني فقال أما إذ قلت فتقدم، فتقدم فقاتل حتى أصيب قال فرمى صلة وكان رجلًا راميًا حتى تفرقوا وأقبل يمشي إليه حتى قام عليه فدعا له ثم قاتل حتى قتل.


(١) سورة الحجر (١٥/ ٢ - ٣).

[٤٠١١] إسناده: لا بأس به.
• نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، صدوق، يخطئ كثيرا، مر.
• العلاء بن هلال بن أبما عطية البصري. ثقة. من الرابعة.
والخبر هو في "كتاب الجهاد" لابن المبارك (ص ١٤٨ رقم ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>