للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن محمد ابن الحسن الحافظ، حدثنا العباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن الحارث البغدادي قالا: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر، عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن آدم عليه السلام و أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال اللّه تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف تعملون قالوا: ربنا هاروت (١) وماروت. فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا واللّه حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا: لا واللّه لا نشرك بالله شيئًا أبدا. فذهبت عنهم ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها


= فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه. رواه أبن جرير من طريقين عن عبد الرزاق به (١/ ٤٥٦) ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري به. ورواه ابن جرير أيضا (١/ ٤٥٧) حدثني المثنى أخبرنا المعلى- وهو ابن أسد- أخبرنا عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة حدثني سالم أنه سمع ابن عمر يحدث عن كعب الأحبار فذكره. فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين. وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل. والله أعلم. انتهى كلام ابن كثير، وقد ذكر في "تفسيره" الآثار الواردة في ذلك عن الصحابة والتابعين (١/ ١٣٩ - ١٤٢) وقال، وقد روي في قصة هاروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان وغيرهم. وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتاخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى. وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراد الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال (١/ ١٤١). وانظر "البداية والنهاية" (١/ ٣٧ - ٣٨) وقال الأستاذ العلامة رشيد رضا المصري معلقا علي كلام ابن كثير: من المحقق أن هذه القصة لم تذكر في كتبهم المقدسة، فإن لم تكن وضعت فى زمن روايتها فهي من كتبهم الخرافية. ورحم الله ابن كثير الذي بين لنا أن الحكاية خرافية إسرائيلية وأن الحديث المرفوع لا يثبت. ومال الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" للإمام أحمد إلى قول ابن كثير وتكلم في كل حديث جاء في هذا الباب. راجع، المسند" (٩/ ٢٩ - ٣٣).
(١) في جميع النسخ "لهاروت وماروت" ولعل الصواب ما أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>