للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان الصاحب بن عباد يثني عليهم الثناء الحسن مع أنه معتزلي، مخالف لهم ولكنه أنصفهم فكان يقول:

ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صل مطرق، والإسفراييني نار تحرق (١).

أخذ عنه البيهقي اعتمد عليه في المسائل الكلامية، وفي هذا الكتاب نقل عنه شرحه لأسماء الله الحسنى.

٢ - محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر الأصبهاني (٢) (م ٤٠٦ هـ).

الإمام العلامة، شيخ المتكلمين، والحبر الذي لا يجارى فقها وأصولا، وكلاما، ووعظا، ونحوا، مع مهابة وجلالة، وورع بالغ، رفض الدنيا وراء ظهره، وتوكل على الله.

كان رأسا في فن الكلام على مذهب الأشاعرة، أقام بالعراق مدة يدرس العلم، ثم توجه إلى الري فسعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم، ففعل وورد نيسابور فبنى له بها مدرسة ودارا. وأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم وظهرت بركاته على جماعة المتفقهة.

سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس وأخذ الكلام من أبي الحسن الباهلي.

كان شديد الرد على الكرَّامية، وهو الذي كسر شوكتهم، ولكنهم لم يتركوه ولم يزالوا به حتى وشوا به إلى السلطان محمود بن سبكتكين واتهموه بأنه يعتقد أن نبينا محمدًا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليس نبيا اليوم، وأن رسالته قد انقطعت بموته، فأمر


(١) "تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ١٧٠)، وراجع أيضًا "تبيين كذب المفتري" (٢٤٤)، "السير" (١٧/ ٣٥٤)، و"طبقات السبكي" (٣/ ١١٢)، و"طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ١٥٩، ١٦٠).
(٢) ترجمته في "تبيين كذب المفتري" (٢٣٢)، "إنباه الرواة" للقفطي (٣/ ١١٠)، "وفيات الأعيان" (٤/ ٣٧٢)، "السير" (١٧/ ٢١٤ - ٢١٦)، "الوافي" (٢/ ٣٤٤)، "طبقات السبكي" (٣/ ٥٢ - ٥٥)، "طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ١٨٥، ١٨٦)، و"فيه محمد بن حسين" "شذرات" (٣/ ١٨١، ١٨٢)، "تاريخ التراث" (٤/ ٥١ - ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>