للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحليمي رحمه الله: وذلك كما يقول إذا أراد أن يلبس الوجه الذي يقصده على غيره للطريق الآخر: أسهل هو أم وعر؟ ويسأل عن عدد منازله ليظن من سمع أنه يريده وهو يريد غيره. وهكذا الإصلاح بين الزوجين لم يبح فيه صريح الكذب، ولكن التعريض كالمرأة تشكو أن زوجها يبغضها ولا يحسن إليها، فتقول لها: لا تقولي ذلك، فمن له غيرك؟ لماذا لم يحبك فمن يحب؟ وإذا لم يحسن إليك فلمن يحسن إحسانه؟ ونحو ذلك مما يوهمها أن زوجها بخلاف ما تظنه وإن كانت صادقة في ظنها ليصلح بذلك ما بينهما، وعلى هذا القياس يقول في الإصلاح بين الأجنبيين.

وقول إبراهيم عليه السلام {إِنِّي سَقِيمٌ} (١) أراد به سأسقم وقوله لسارة: أختي، أراد به في الدين لا في النسب، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} (٢) هذا مقيد بقوله: {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} وإنما سميت هذه الألفاظ كذبا لَأنها أوهمت الكذب وإن كانت بأنفسها غير كذب. قال الشيخ أحمد رحمه الله.

[٤٤٥٧] أخبرنا ابن بشران، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليمان، عن أبي عثمان [أن عمر] (٣) بن الخطاب قال: أما في المعاريض ما تغني الرجل عن الكذب.


(١) سورة الصافات (٣٧/ ٨٩).
(٢) سورة الأنبياء (٢١/ ٦٣).

[٤٤٥٧] إسناده: رجاله ثقات.
• سليمان هو التيمي.
• أبو عثمان هو النهدي.
والخبر أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨/ ٥٣٥) عن معاذ بن معاذ عن التيمي بلفظ "إن في المعاريض ما يكف أو يعف الرجل عن الكذب".
وأخرجه المؤلف في "سننه" (١٠/ ١٩٩) بنفس هذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (٢/ ٦٣٦ رقم ١٣٧٧) عن عيسى بن يونس عن التيمي به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم ٨٨٤) والطبري في "التهذيب" (مسند علي رقم ٢٤٢) من طريق المعتمر عن أبيه سليمان بنحوه بسياق طويل.
و (مسند علي رقم ٢٤٣) من طريق ابن علية عن سليمان التيمي ولفظه "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل و (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>