للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرف فأما الوجه الأول فإن الله عز وجل قال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (١).

وقال: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} (٢).

وقال: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (٣).

وقال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (٤).

وقال (٥): {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. ومعناه والله أعلم أنزلنا الرسول المؤدى له به فيكون الرسول منتقلا من علو إلى سفل مؤديا للكلام الذي حفظه وذلك بين في الآية قبلها وهو أنه أخبر أنه نزل به الروح الأمين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - (فيكون جبريل عليه السلام منتقلا به من مقامه المعلوم إلى الأرض مؤديا له إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - (٦) وأخبر في الآية قبلها أنه أنزله بعلمه وفي الآية قبلها أنه من عنده لا من عند غيره وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (٧).

ففصل بين المخلوق والأمر ولو كان الأمر مخلوقا لم يكن لتفصيله معنى وقال: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} (٨).

والسبق على الإطلاق (يقتضي) (٩) سبق كل شيء سواه وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (١٠).

فلو كان قوله مخلوقا تعلق- بقول أخر وذلك حكم ذلك القول حتى يتعلق بما لا


(١) سورة النساء (٤/ ٨٢).
(٢) سورة الأنعام (٦/ ١٥٥).
(٣) سورة النساء (٤/ ١٦٦).
(٤) سورة الشعراء (٢٦/ ١٩٢ - ١٩٤).
(٥) سورة يوسف (١٢/ ٢).

(٦) العبارة بين القوسين ساقطة في (ن).
(٧) سورة الأعراف (٧/ ٥٤).
(٨) سورة طه (٢٠/ ١٢٩).
(٩) زيادة من (ن) والمطبوعة.
(١٠) سورة النحل (١٦/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>