للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتناهى وذلك محال، قال الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله: فيما عسى (أن) (١) يقال على هذا من السؤال الكلام على الحقيقة لا ينقل عنه إلا بدليل وقوله "كن" أمر تكوين للمعدوم لا أمر تكليف بمنزلة قوله: {كُونُوا حِجَارَةً} (٢). {وكُونُوا قِرَدَةً خَاِسِئِينَ} (٣).

ويكون قوله "كن" متعلقا با يكون في الوقت الذي يكون في المعلوم أنه يكون فيه فلا يكون ذلك الوقت إلا كان كما يكون نفسه سامعا للصوت وقت وجود الصوت، وإن كان قبل ذلك سامعا أيضا إلا أنه يتعلق بالصوت وقت وجوده في أنه سمعه حينئذ لا قبله والفاء في قوله "فيكون" لا تقتضي أن يكون للتعقيب مع ما علق عليه لأن ذلك جواب "إنما" فكانه قال: لا يكون قوله "كن" متعلقا بما يكون إلا كان في الحال التي علم أنه يكون فيها وأن لا يوجب استقبال لأن ذلك مع ما بعده بمنزلة المصدر كما كان قوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (٤). معناه والصيام خير (٥) لكم وذلك لا يقتضي استقبالا قلنا وقد قال: الله عز وجل في إثبات صفة الكلامِ لنفسه ونفي النفاد عنه {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (٦).

وإنما ذكرها بلفظ الجمع على طريق التعظيم كقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٧).

قال البيهقي رحمه الة قال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٨).

فذكره بالتكرار وأخبر الله عز وجل بما كلم به موسى فقال: {يَا مُوسَى. إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى. وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (٩) إلى قوله {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفسِي}.


(١) زيادة من الأصل.
(٢) سورة الإسراء (١٧/ ٥٠).
(٣) سورة البقرة (٢/ ٦٥).
(٤) سورة البقرة (٢/ ١٨٤).
(٥) في (ن) "خيرا".
(٦) سورة الكهف (١٨/ ١٠٩).
(٧) سورة الحجر (١٥/ ٩).
(٨) سورة النساء (٤/ ١٦٤).
(٩) سورة طه (٢٠/ ١٢ - ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>