للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قول ابن شهاب قال البيهقي رحمه الله: وتأليف القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

روينا عن زيد بن ثابت (١) أنه قال: "كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نؤلف القرآن من الرقاع".

وإنما أراد- والله تعالى أعلم- تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورتها وجمعها فيها بإشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم كانت مثبتة في الصدور، مكتوبة في الرقاع واللخف والعسب، فجمعت منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر وغيرهما من المهاجرين والأنصار ثم نسخ ما جمع في الصحف في مصاحف باشارة عثمان بن عفان على مارسم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

وروينا عن سويد بن غفلة (٢) أنه قال: قال علي بن أبي طالب: يرحم الله عثمان لو كنت أنا لصنعت (٣) في المصاحفط ما صنع عثمان.

وقد ذكرنا في كتاب المدخل (٤) وفي أخر كتاب دلائل النبوة ما يقوي هذا الإجماع ويدل على صحته والحمد لله على حفظ عباده وتركهم على الواضحة وفقنا لمتابعة السنة ومجانبة البدعة (٥).

[١٧٠] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى


(١) أخرجه المؤلف بسنده عن زيد بن ثابت في "الدلائل" (٧/ ١٤٧). وأخرجه الترمذي في أخر المناقب (٥/ ٥٣٤ رقم ٣٩٥٤) والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٢٩).
(٢) ذكره ابن أبي داود في "المصاحف" (٧/ ٢٩ - ٣٠).
(٣) و في (ن) و المطبوعة "لضعفت".
(٤) لم أجده في النسخة المطبوعة.
(٥) راجع (٧/ ١٤٧ - ١٦٠).

[١٧٠] إسناده: رجاله ثقات.
• أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، النيسابوري (م ٣٥٠ هـ) أحد البلغاء والفصحاء. بنى دارا للمحدثين وأدر عليهم الأرزاق. راجع "السير" (١٦/ ٢٣ - ٢٤)، "والأنساب" (١٢/ ٣٥).
• النفيلي هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، ثقة. من رجال البخاري (م ٢٣٤ هـ).
• عبد العزيز بن رفيع (مصغرا) الأسدي، أبو عبد الملك المكي (م ١٠٣ هـ) ثقة، من الرابعة (ع).
• شداد بن معقل الكوفي صدوق، من الثانية. قليل الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>