للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد، حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال قال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا.

[٤٧٥٦] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا ابن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثني محمد بن الفضل الأزدي، قال: نزل الحطيئة برجل من العرب ومعه ابنته مليكة فلما جنه الليل سمع غناء، فقال لصاحب المنزل: كف هذا عني، قال له: وما تكره من ذلك؟ فقال: إن الغناء رائدة من رائدة الفجور، لا أحب أن تسمعه هذه يعني ابنته، فإن كففته وإلا خرجت عنك.

قال الشيخ أحمد رحمه الله: ترك الغناء والإعراض عن استماعه خير لما (١) ذهب إليه


= وأخرجه الآجري في "تحريم النرد والشطرنج" (ص ٣٩٧) عن ابن أبي الدنيا.
وذكره ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص ٢٣٥).
ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٥٠٦) لابن أبي الدنيا والمؤلف.

[٤٧٥٦] محمد بن الفضل الأزدي، وهو من شيوخ ابن أبي الدنيا لم نستطع تعيينه.
• الحطيئة: اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جويرية، أبومليكة ولقبه الحطيئة.
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم ثم ارتد وكان من فحول الشعراء ومتقدميهم وفصحائهم، متصرف في جميع فنون الشعر من المديح والهجاء والفخر والنسب، مجيد في ذلك أجمع وله شهرة في الهجاء والسب والسفه.
راجع "الأغاني" (٢/ ٤٣ - ٦٠)، "الشعر والشعراء" (١/ ٣٢٢ - ٣٢٨)
(١) قال ابن الجوزي: قد تكلم الناس في الغناء فاطالوا فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه من غير كراهة ومنهم من كرهه مع الإباحة وفصل الخطاب أن نقول ينبغي أن ينظر ماهية الشيء ثم يطلق عليه التحريم أو الكراهة أو غير ذلك، والغناء اسم يطلق على أشياء.
منها: غناء الحجيج في الطرقات،
ومنها: إنشاد المبارزين للقتال تفاخرا عند النزال،
ومنها: أشعار الحداة في طريق مكة، فقال الشافعي: استماع الحداء ونشيد الأعراب لا بأس به.
ومنها: غناء بدون الطرب والدفوف، وهذا مباح أيضًا كما أشار إليه الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله-.
ومنها: أشعار تنشدها النواح يثيرون بها الأحزان والبكاء،
ومنها: الأشعار التي ينشدها المغنون المتهيئون للغناء ويصفون فيها المستحسنات والخمر وغير ذلك مما يحرك الطباع ويخرجها عن الاعتدال ويثير كامنها من حب اللهو وهو الغناء المعروف في هذا الزمان فهذان النوعان من الغناء حرام سماعه.
مذهب الأئمة الأربعة في الغناء: =

<<  <  ج: ص:  >  >>