للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أخذ عنه البيهقي وروى عنه في هذا الكتاب وفي كتبه الأخرى.

٧ - أبو عثمان الصابوني، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، النيسابوري (١) (٣٧٣ - ٤٤٩ هـ).

الواعظ، المفسر، المتفنن. كان أبوه من أئمة الوعظ بنيسابور فقتل ولولده هذا تسع سنين، فأجلس مكانه، وحضر أول مجلسه أئمة الوقت في بلده، كالشيخ أبي الطيب الصعلوكي، والأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، ثم كانوا يلازمون مجلسه ويتعجبون من فصاحته وكمال ذكائه وحسن إيراده. وصفه الأستاذ أبو إسحاق بـ "سيف السنة وغيظ أهل الزيغ" (٢).

وقال فيه البيهقي: "إمام السلمين حقا، وشيخ الإسلام صدقا".

وروى عنه في هذا الكتاب وغيره.

د- البيهقي والتصوف:

كان الإمام البيهقي ممن طلق الدنيا وآثر عليها الاخرة، فكان يعيش حياة زهد وتَقَشُّفٍ بنفس مطمئنةٍ راضيةٍ قانعةٍ باليسير وكان يقضي أوقاته في ذكر الله، ويلازم المشقات ويفارق الشهوات، والتصوف -كما قيل: حملُ النفس على الشَّدائد وصرفُها عن العوائد- قيل: إنه سرد الصوم ثلاثين سنة (٣).

وكان قدوته في حياة الزهد والورع ومربِّيه في منازل التصوف علماء عُرِفوا بوصول الغاية في هذا الفن وفي مقدمتهم:


(١) ترجمته فى "طبقات السبكي" (٣/ ١١٧ - ١٢٩)، "البداية والنهاية" (١٢/ ٧٦)، "طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ٢٣٠ - ٢٣٢)، "معجم الأدباء" (٧/ ١٦)، "شذرات" (٣/ ٢٨٢).
(٢) "طبقات السبكي" (١/ ١١٩).
(٣) راجع "طبقات السبكي" (٤٣/ ٥)، وانظر "طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>