للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا أبو داود، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا قيس، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن سلمان قال: قرأت في التوراة: أن بركة الطعام الوضوء قبله، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده".

قال أبو داود: ليس هذا بالقوي وكان (١) سفيان يكره الوضوء قبل الطعام.


= التصحيح والتحسين، وهو يشبه في هذا ابن حبان والحاكم من القدامى، والسيوطي نحوه من المتأخرين. انتهى كلام الألباني.
(قلت) فعلة الحديث قيس هذا، وبه أعله كل من ضعفه، كما ذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" أن مهنا سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث، فقال: هو منكر وما حدث به إلا قيس بن الربيع.
وأورده ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (٢/ ١٠) وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا حديث منكر، لو كان الحديث صحيحا كان حديثا. ويشبه هذا الحديث أحاديث أبي خالد الواسطي عمرو بن خالد، وعنده من هذا النحو أحاديث موضوعة عن أي هاشم.
قال الألباني: ضعيف. راجع "ضعيف الجامع الصغير" (٢٣٣٠) و"الضعيفة" (١٦٨).
(١) لعل هذا القول مستنده حديث ابن عباس "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء، فقدم إليه طعام، فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؟ فقال: "إنا أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة". وأورده الترمذي في "جامعه" وقال: قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام، وكان يكره أن يوضع الرغيف تحت القصعة. وقال ابن القيم رحمه الله في حاشية "تهذيب السنن": في هذه المسألة قولان لأهل العلم، أحدهما: يستحب غسل اليدين عند الطعام. والثاني: لا يستحب. وهما في مذهب أحمد وغيره، والصحيح أنه لا يستحب. وقال الخلال: قال مهنا سألت أحمد بن حنبل الإمام، قلت: بلغني عن يحيى بن سعيد أنه قال: كان سفيان يكره غسل اليد عند الطعام. قلت: لم كره سفيان؟ قال: لأنه من زيّ العجم.
قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروزي قال: رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده وإن كان على وضوء. انتهى قول ابن القيم ملخصا.
قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (رقم ١٦٨): وقد تأول بعضهم الوضوء في هذا الحديث بمعنى غسل اليدين فقط، وهو معنى غير معروف في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" (١/ ٥٦) فلو صح هذا الحديث لكان دليلًا ظاهرا على استحباب الوضوء قبل الطعام وبعده، ولما جاء تأويله هذا. وقد اختلف العلماء في مشروعية غسل اليدين قبل الطعام على قولين: منهم من استحبه، ومنهم من لم يستحبه، ومن هؤلاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>