للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليهما السلام في مسيره (١) قال: "فبينما هو يسير في فلاة إذ احتاج إلى الماء فجاءه الهدهد فجعل ينقر الأرض فاصاب موضع الماء فجاءت الشياطن فسلخت ذلك الموضع كما تسلخ الإهاب فاصابوا الماء".

قال نافع بن الأزرق: قف أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء وهو يجيء إلى الفخ وهو لا يبصره (٢) حتى يقع في عنقه؟!

قال: ابن عباس إن القدر إذا جاء حال دون البصر.

[٢٤٨] سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت الحسن بن أحمد بن موسى القاضي يقول: سمعت الترمذي يقول: "إذا جاء القدر عمي البصر وإذا جاء الحين غطى العين".

[٢٤٩] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن ثابت البغدادي قال: أنشدنا أبو عمرو الزاهد:

إذا أراد الله أمرا بامرئ … وكان ذارأي وعقل وبصر


(١) في المطبوعة "ميسرة".
(٢) في المطبوعة "لا ينقر".

[٢٤٨]. الترمذي هوالحكيم العارف الزاهد، أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر، كان ذا رحلة ومعرفة، وله مصنفات وفضائل، وله حكم ومواعظ وجلالة، لولا هفوة بدت منه. قال السلمي: هجر لتصنيفه كتاب "ختم الولاية" و "علل الشريعة" وليس فيه ما يوجب ذلك، ولكن لبعد فهمهم عنه. قال الذهبي: كذا تكلم في السلمي من أجل تاليفه كتاب "حقائق التفسير" فياليته لم زلفه. فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية فواحزناه على غربة الإسلام! قال الله تعالي: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. (الأنعام ٦/ ١٥٣). ترجمة الترمذي في "طبقات الصوفيةَ" (٢١٧ - ٢٢٠)، "الحلية" (١٠/ ٢٣٣ - ٢٣٥)، "التذكرة" (٢/ ٤٦٥)، "السير" (١٣/ ٤٣٩ - ٤٤٢)، "طبقات الأولياء" (٣٦٢)، "لسان الميزان" (٥/ ٣٠٨ - ٣١٠).

[٢٤٠]. أبو الحسين، محمد بن أحمد بن ثابت التاجر. ذكره الخطيب وقال: قال أبو سعد عبد الرحمن ابن محمد الإدريس كان محمد بن أحمد بن ثابت فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا، كتب ببغداد عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره، ولم يكن معه أصوله. كتبنا عنه من حفظه بسمرقند شيئا من الأشعار. "تاريخ بغداد" (١/ ٢٨٤ - ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>