للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث، أخبرنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلمي قال: كان أبي جليسا لأبي الدرداء بدمشق، قال: وكان بدمشق رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: ابن الحنظلية الأنصاري وكان رجلًا متوحدا لا يكاد يجالس الناس، إنما هو صلاة، فإذا انصرف فإنما هو تسبيح وتكبير وتهليل حتّى يأتي أهله قال: فمرّ بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فسلم فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريّة، فلما قدمت جأ رجل منهم فجلس في المجلس الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين لقينا العدوّ حمل رجل، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره، فقال رجل إلى جنبه: ما أرى بهذا بأسًا، فتنازعوا في ذلك، واختلفوا حتى سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "سبحان الله وما على هذا الرجل أن يؤجر ويحمد؟ "

قال: فقد رأيت أبا الدرداء سُرّ بذلك قلت: سيبرك على ركبتيه، يقول، أسمعته يقول هذا؟ قال: نعم، ثم مرّ بنا يوما أخر، فقال أبوالدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها".

قال: ثم مر بنا يوما أخر قال: فقال أبوالدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم الرجل خريم -يعني ابن فاتك- لولا طول جمته وإسباله إزاره".


= سعد به ولم يذكر فيه قوله "أن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها".
وأخرجه المؤلف في "الآداب" متفرقا- بدون ذكر الشطر الأول- (رقم ٦٦٤، ٧٩١) بنفس الإسناد هنا.
وأخرج الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٩١ - ٩٢) من طريق محمد بن عبد الوهاب العبدي عن جعفر ابن عون به مختصرًا على ذكر الشطر الأول منه، كما أخرجه في "المستدرك" (٤/ ١٨٣) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٥/ ٣٤٥) عن عبد الله بن نمير، كلاهما عن هشام بن سعد به مقتصرًا على ذكر الشطر الأخير فقط، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح "صحيح الجامع الصغير" (٦٦٠٩).
قوله "الجّمة": من شعر الرأس ما سقط على المنكبين، انظر "النهاية" (١/ ٣٠٠).
"شامة" (بفتح الشين وتخفيف الميم) أصله الخال، وأراد بقوله: أن تكونوا كالأمر البين الواضح الذي يعرفه كل من يقصد.

<<  <  ج: ص:  >  >>