وقوله "الخُمرة" قال ابن نارس في "مقاييس اللغة" (٢/ ٢١٧): السجادة الصغير ثم ذكر الحديث. وقال الزجاج: سميت خمرة لأنها تستر الوجه من الأرض، وقال الترمذي: هي حصير قصير، وقال الخطابي في "معالم السنن" (١/ ١٨٣): الخمرة سجّادة تعمل من سعف النخل وترمل بالخيوط وسميت خمرة لأنّها تخمر وجه الأرض أي تستره. وقال ابن الأثير: الخمرة هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النّبات ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار وسفيت خمرة لأنّ خيوطها مستورة بسعفها، وردّ على من قال بصغرها بحديث ابن عباس قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فقال: وهذا صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها. راجع "النهاية" (٢/ ٧٧ - ٧٨).
[٥٨٨٠] إسناده: صحيح. والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (٣/ ٥٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢/ ٤٨٠ رقم ١٣٠٨) عن محمد بن عبيد عن الأعمش به وعندهما زيادة في آخره "ويسجد عليه"، وأخرجه مسلم في الصلاة (١/ ٣٦٩ رقم ٢٨٤)، وفي المساجد (١/ ٤٥٨ رقم ٢٧١)، والترمذي في الصلاة (٢/ ١٥٣ رقم ١٣٣٢)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" (٤/ ٢٩ رقم ٢٣٠٣) من طريق عيسى بن يونس، ومسلم في الصلاة (١/ ٣٦٩ رقم ٢٨٥)، وفي المساجد (١/ ٤٥٨)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (١/ ٣٢٨ رقم ١٠٢٩) من طريق أبي معاوية، ومسلم في الصلاة (١/ ٣٦٩) وفي المساجد (١/ ٤٥٨) من طريق علي بن مسهر، ثلاثتهم عن الأعمش به وفي رواية مسلم وابن حبان زيادة في آخره "ويسجد عليه" وأخرجه أحمد في "مسنده" (٣/ ٥٩) عن يعلى بن عبيد بنفس السند.