ومن هذا الوجه أخرجه أبو داود في الخاتم (٤/ ٤٢٦ رقم ٤٢٢١)، والنسائي في الزينة (٨/ ١٩٥)، وأحمد في "مسنده" (٣/ ١٦٠، ٢٢٣)، وأبو يعلى في "مسنده" (٦/ ٢٤٣، ٢٦٢ رقم ٣٥٣٨، ٣٥٦٥)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان"، (٧/ ٤١٢ رقم ٥٤٦٦)، وابن سعد في "الطبقات" (١/ ٤٧٢)، كما أخرجه مسلم في "صحيحه" في اللباس (٢/ ١٦٥٨ رقم ٦٠) من طريق زياد بن سعد عن ابن شهاب به. ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (٣/ ٢٠٦)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" (٧/ ٤١٢ رقم ٥٤٦٨). وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأدابه" (ص ١٣٨) ولكن في رواية ابن حبان "خاتما من ذهب" موضع "فضة". وأخرجه أحمد في مسنده" (٣/ ٢٢٥) من طريق بشر بن شعيب عن أبيه عن ابن شهاب به. (٢) كذا قال المؤلف: وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٠/ ٣١٩ - ٣٢٠): هكذا روى الحديث الزهري عن أنس واتفق الشيخان على تخريجه من طريقه ونسب فيه إلى الغلط لأن المعروف أنّ الخاتم الذي طرحه النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبب اتخاذ الناس مثله إنّما هو خاتم الذهب كما صرح به في حديث ابن عمر. وقال النووي رحمه الله تبعًا للقاضي عياض: قال جميع أهل الحديث: هذا وهم من ابن شهاب، فوهم من خاتم الذهب إلى خاتم الورق، والمعروف من روايات أنس من غير طريق ابن شهاب اتخاذه - صلى الله عليه وسلم - خاتم فضة ولم يطرحه وإنما طرح خاتم الذهب، ومنهم من تاوّل حديث ابن شهاب وجمع بينه وبين الروايات فقال: لما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في تحريم خاتم الذهب اتخذ خاتم فضة فلما لبس خاتم الفضة أراه الناس في ذلك اليوم ليعلمهم إباحته ثم طرح خاتم الذهب وأعلمهم تحريمه فطرح الناس خواتمهم من الذهب، فيكون قوله "فطرح الناس خواتمهم" أي خواتم الذهب وهذا التأويل هو الصحيح وليس في الحديث ما يمنعه، وأما قوله "فصنع الناس الخواتم من الورق فلبسوه ثم قال: فطرح خاتمه فطرحوا خواتمهم، فيحتمل أنهم لما علموا أنه - صلى الله عليه وسلم - يصطنع لنفسه خاتم فضة اصطنعوا لأنفسهم خواتيم فضة وبقيت معهم خواتيم الذهب كما بقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن طرح خاتم الذهب، واستبدلوا الفضة" والله أعلم. راجع "الفتح" (١٠/ ٣٢٠ - ٣٢١)، وإ شرح مسلم ا للنووي (١٤/ ٧٠ - ٧١).