للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أخبر الله عزّ وجل ثناؤه أن المحاسبة تكون بشهادة النبيين والشهداء قال تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (١).

قال: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (٢).

والشهيد في هذه الآية النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) وشهيد كل أمة نبيها (عليهم السلام) (٣) وأما الشهداء في الآية قبلها فالأظهر أنهم كتبة الأعمال، تحضر الأمة ورسولها فيقال للقوم "ماذا أجبتم المرسلين؟ ويقال للرسل ماذا أجبتم؟ فتقول الرسل لله ": {لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} (٤) وكأنهم نسوا ما أجيبوا به، وتأخذ الهيبة بمجامع قلوبهم فيذهلون في تلك الساعة عن الجواب ثم يثبتهم (٥) الله ويحدث لهم ذكرى فيشهدون بما أجابتهم (٦) به أممهم. قال البيهقي رحمه الله: فإن كذبت أمة رسولها وقالت: ما أتانا منا نذير؛

[٢٦٠] فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد ابن عبد الوهاب الفراء، أخبرنا جعفر بن عون، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"يُدعى نوح عليه السلام يَومَ القيَامَة، فيقال: هَل بَلَغْتَ (٧)؟ فَيقُولُ: نَعْم فتدْعى أمتُه فيقال: هَلْ بَلَغكم؟ فيقولون: مَا أتانَا مِنْ نذِيْر وَمَا أتانا مِنْ أحِد قَالَ فَيقال: مَنْ شهودُك قَالَ: فَيقُول محمد وَأمته. قَال: فَيُؤْتَى بكمْ، فَتشْهَدون أنه قد بلغ. وذلكُمْ قول الله عز وجلّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (٨).

رواه البخاري في الصحيح (٩) عن إسحاق بن منصور عن جعفر بن عون.


(١) سورة الزمر (٣٩/ ٦٩).
(٢) سورة النساء (٤/ ٤١).
(٣) ما بين القوسين ليس في الأصل.
(٤) سورة المائدة (٥/ ١٥٩).
(٥) في المطبوعة "يتبينهم".
(٦) في (ن) والمطبوعة "بما أجيبوا به".

[٢٦٠] إسناده: صحيح.
(٧) في الأصل "قد بلغت".
(٨) سورة البقرة (٢/ ١٤٣).
(٩) في كتاب الاعتصام حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو أسامة- فساقه. ثم قال بعده "وعن جعفر بن عون قال الحافظ ابن حجر: معطوف على قوله" "أبو أسامة" والقائل هو إسحاق =

<<  <  ج: ص:  >  >>