للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن صبابة مقتولاً في بني النجار، وكان مسلمًا فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له، فأرسل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا من بني فهر وقال له: "ائتِ بني النجار فأقْرئهم منّي السلام، وقل لهم: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم إن عَلِمتم قاتلَ هشام أنْ تدفَعوه إلى أخيه فيقتصُّ منه، وإن لم تعلموا له قاتلًا أنْ تدفعوا اليه ديته".

فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمعا وطاعة لله ولرسول الله. والله ما نعلم له قاتلاً، ولكنا نُؤدّي إليه ديته، قال فاعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين نحو المدينة، وبينهما وبين المدينة قريب فأتى الشيطان مقيس بن صبابة فوسوس إليه فقال: أيّ شيء صنعتَ؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سُبّة، اقتُل الذي معك فيكون نفسٌ مكان نفسٍ، وفضل بالدية قال فرمى إلى الفهري بصخرة، فشدخ رأسه ثم ركب بعيًرا منها، وساق بقيتها راجعَا إلى مكة كافرًا فجعل يقول في شعره:

قتلت به فهرًا وحملت عقله … سراة بني النجارأرباب قارع

وأدركت ثأري واضطجعت موسدًا … وكنت إلى الأوثان أول راجع

قال: فنزلت فيه هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ} (١) إلى أخر الآية.

قال البيهقي رحمه الله: وجواب آخر وهو ما روينا عن أبي مجلز (٢) لاحق بن حميد وهو من كبار التابعين أنه قال في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ}.

قال: هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل.

[٢٩٣] أخبرناه أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أخبرنا محمد بن بكر، حدثنا


(١) سورة النساء (٤/ ٩٣).
(٢) في (ن) والمطبوعة "ابن مخلد".

[٢٩٣] إسناده: حسن.
• أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الحناط. صدوق يهم. من الثامنة (خ، م، س، د ق).
• سليمان التجمي هو ابن طرخان، أبوالمعتمر البصري (ع).
• أبو مجلز لاحق بن حمُيد بن سعيد السدوسي. مشهور بكنيته ثقة. من كبار الثالثة (ع). =

<<  <  ج: ص:  >  >>