للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبب زوال دولتكم؟ قال: خصال أربع أولها أن وزراءنا كتموا عنا ما كان يجب إظهاره لنا، والثانية أن جباة خراجنا ظلموا الناس فانجلوا عن أوطانهم فخربت بيوت أموالنا، والثالثة انقطعت الأرزاق عن الجند فتركوا طاعتنا، والرابعة يئسوا من إنصافنا فاستراحوا إلى غيرنا، فلذلك زالت دولتنا.

[٧٠٢٦] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن يوسف وأحمد بن الحسن قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو جعفر الأنباري العابد، قال سمعتُ فضيل بن عياض يقول: لما قدم الرشيد بعث إلي فذكر الحديث في دخوله عليه وقوله: عظنا بشيء من علم، فاقبلتُ عليه وقلتُ له: يا حسن الوجه، حساب هذا الخلق كلهم عليك، قال: [فجعل يبكي ويشهق، قال: فرددتُها عليه يا حسن الوجه، حساب هذا الخلق كلهم عليك] (١) فأخذني الخدم فحملوني وأخرجوني من الحجر وقالوا: يا هذا اذهب بسلام.

[٧٠٢٧] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو عثمان الخياط، حدثنا ابن أبي الحواري، حدثنا أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي، قال: قال هارون الرشيد لسفيان: أحب أن أرى الفضيل، فقال له: أذهب بك إليه، فاستأذن سفيان على فضيل، فقال له: من هذا؟ قال: قولوا له: هذا سفيان فقال: قولوا له يدخل، فقال: ومن معي؟ قال: ومن معك؟ قال: فلما دخلوا عليه، قال له سفيان: يا أبا علي هذا أمير المؤمنين، فقال: وإنك لهو يا جميل الوجه أنت الذي ليس بين الله وبين خلقه أحد غيرك، أنت الذي يسأل يوم القيامة كل إنسان عن نفسه، وتسأل أنت عن هذه الأمة، قال: فبكى هارون.


[٧٠٢٦] إسناده: رجاله موثقون.
• أبو جعفر الأنباري العابد هو محمد بن عبد الله أبو جعفر الحذاء الأنباري، قال ابن سعد، وكانت عنده أحاديثه. وكان ثقة.
راجع "تاريخ بغداد" (٥/ ٤١٤ - ٤١٥)، "الأنساب" (٤/ ٩٧).
(١) ما بين المعقوفتين سقط من "ن".

[٧٠٢٧] إسناده: جيد.
• أبو عثمان الخياط أو الحناط هو سعيد بن عثمان الزاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>