للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك".

[٧٢١٣] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قالا: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا أبوبدر شجاع بن الوليد، حدثنا سليمان بن مهران، عن عمرو ابن مرة، عن أبي البختري، عن أبي ذر قال: قلتُ: يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر قال: "ألستم تصلون وتصومون وتجاهدون؟ " قال: قلتُ: بلى، وهم يفعلون كما نفعل، يصلون ويصومون، ويجاهدون، ويتصدقون، ولا نتصدق، قال: "إن فيك صدقة كثيرة، إن في فضل بيانك عن الأرثم تعبر عنه حاجته صدقة- وفي فضل سمعك على الذي لا يسمع- وفي رواية الرزاز على المصطلم تعبر عنه حاجته صدقة، وفي فضل بصرك على الضرير البصر تهديه الطريق صدقة، وفي فضل قوتك على الضعيف تعينه صدقة، وفي إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وفي مباضعتك أهلك صدقة قال: قلتُ: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ قال: "أرأيت لو جعلته في غير حله أكان عليك وزر؟ " قال: قلتُ: نعم، قال: "أفتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير؟ ".

رواية أبي البختري عن أبي ذر مرسلة، ولها شواهد صحيحة في ألفاظه.


[٧٢١٣] إسناده: منقطع.
• أبوالبختري هو سعيد بن فيروز، ثقة كثير الإرسال، فيه تشيع قليل لكنه لم يدرك أبا ذر كما قال أبو حاتم الرازي والحافظ العلائي.
راجع "المراسيل" (ص ٦٨) و"جامع التحصيل" (ص ٢٢٢).
والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ١٥٤) من طريق يعلى بن عبيد عن الأعمش به.
ورواه المؤلف في "سننه" (٦/ ٨٢) عن أبي الحسين بن الفضل القطان عن أبي عمرو بن السماك به. وقوله "الأرثم، بالثاء المثلثة: أي هو الذي لا يصح كلامه ولا يبينه لآفة في لسانه أو أسنانه وأصله من "رثيم الحصى": وهو ما دق منه بالإخفاف أو من "رثمت أنفه": إذا كسرته حتى أدميته فكأن فمه قد كسر فلا يفصح في كلامه. (النهاية ٢/ ١٩٦). وقد يروى (بالتاء) الأرتم: كذا في رواية أحمد وفي "السنن الكبرى" فيكون معناه معنى الأرت وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يبينه. راجع "النهاية" (٢/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>