للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال: وحدثنا أبو المثنى، حدثنا القعنبي، حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي ابن حراش، عن أبي مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من كلام النبوة إلأولي: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".

لفظ أبي المثنى.

قال الحليمي (١): وفي معنى هذا قولان أحدهما: المراد به الدلالة على أن عدم الحياء يدعو إلى الاسترسال الذي لا يؤمن أن يسوء عاقبته، فإن أعظم الموانع من القبائح عند العقلاء الذم، وهو فوق عقوبة البدن، فمن طاب نفسًا بالذم ولم يخشه ولم يردعه عن قبيح ما رادع، فلا يلبث شيئًا حتى يرى نفسه مهتوك الستر، مسلوب العرض، ذاهب ماء الوجه، لا وزن له ولا قدر، قد ألحقه الناس بالبهائم، وأدخلوه في عدادها، بل صار عندهم أسوأ حالا منها، فنبه بهذا القول على ما في ترك الاستحياء من الضرر لينتهي عنه، وليستشعر من الحياء ما يردع عن إتيان القبيح، فيؤمن مغبته.

والآخر: أن معناه إذا لم تفعل ما يستحيا عن مثله فلا حرج بعد ذلك عليك فاصنع ما شئت، وكلاهما حسن وحق، والله بما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم.

[٧٣٤٠] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا عمرو بن محمد بن منصور، حدثنا جعفر بن محمد بن سوار، قال سمعمتُ بشر بن الحكم يقول: قوله: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت" ليس هذا على عمل الفخور ولكن إذا صحت نية الرجل فأراد أن يصلي عند الناس فلم يستح منهم، وقد أراد وجه الله هذا إذا لم يستح من الناس، وعمل لله.

[٧٣٤١] أخبرنا أبو عبد الفة الحافظ، حدثنا أبو جعفر محمد بن حاتم، حدثنا فتح بن


(١) راجع "المنهاج" (٣/ ٢٣٢).

[٧٣٤٠] إسناده: لم أعرف شيخ الحاكم وبقية رجاله ثقات.
والخبر لم أجد من ذكره غير المؤلف.

[٧٣٤١] إسناده: ضعيف.
• أبو جعفر محمد بن حاتم هو ابن خزيمة الكشي، كذبه الحاكم.
• فتح بن عمرو الكشي ويقال "الكسي" (بالسين المهملة) الوراق أبو نصر التيمي.
قال السمعاني: وهو مستقيم الحديث، صدوق، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث، وقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>