للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمرو، حدثنا أبو أسامة، حدثنا المفضل بن مهلهل، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن آخر ما يبقى من النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".

قال أبو أسامة يقول: استكثر من الخير ما استطعت.

قال الإمام أحمد: وقرأت في "كتاب (١) الغريبين" في معنى هذا الحديث، قال: هذا أمر معناه الخبر، كانه قال: من لم يستح صنع ما شاء ومثله قوله: "فليتبوأمقعده من النار".

قال: وقال ثعلب (٢): هذا على الوعيد معناه: إذا لم تستح فاصنع ما شئت فإن الله مجازيك، ومثله قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٣).

قال أبو سليمان الخطابي (٤): معنى قوله "النبوة الأولى" أن الحياء لم يزل ممدوحًا على ألسن الأنبياء الأولين ومأمورًا به، لم ينسخ فيما نسخ من الشرائع، فالأولون والآخرون فيه على منهاج واحد.

وقوله: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" لفظه لفظ أمر، ومعناه الخبر، يقول: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت يريد ما تأمرك به النفس، وتحملك عليه مما لا تحمد عاقبته، وحقيقته من لم يستح صنع كما شاء.

وفيه وجه آخر: وهو أن يكون أراد به افعل ما شئت من شيء لا يُستحيا منه أي:


= أبو حاتم: صدوق، راجع "الأنساب" (١١/ ١٠٩) "الثقات" (٩/ ١٤) "الجرح والتعديل" (٧/ ٩١).
• أبو أسامة هو حماد بن أسامة القرشي.
والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٢٣٨ رقم ٦٦٠) من طريق أبي كريب وعبد الله بن عمر بن أبان كلاهما عن مفضل بن مهلهل به ولم يسق لفظه.
(١) راجع "غريب الحديث" لأبي عبيد الهروي (٣/ ٣١ - ٣٢).
(٢) راجع قوله في "كريب الحديث" للخطابي (١/ ١٥٦).
(٣) سورة الكهف (١٨/ ٢٩).
(٤) راجع "كريب الحديث" للخطابي (١/ ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>