للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي حكم بذلك ثم قال: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (١).

فنسخ الحكم الأول وأثبت الثاني كذلك هذا والله أعلم.

وهذا الذي كتبته مختصر من جملة ذكرها الشيخ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله في هذا الباب فيما أخبرنا أبو عمرو الأديب عنه وذكر فيما لا يؤاخذ به من حديث النفس معنى ما ذكرناه، ثم قال: وعلى هذا المعنى ما روي: "لك النظرة الأولى وليست لك الثانية" (٢). إذا كانت الأولى لا عن قصد تعمد فإذا أعاد النظر فهو كمن حقق الخطرة.

قال البيهقي رحمه الله: وإذا تحقق الخطرة فهو كمن (٣) حقق النظر وبالله التوفيق.

وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: النسخ لا يجري فيما أخبر الله عنه أنه كان وأنه فعل ذلك فيما مضى، لأنه يؤدي إلى الكذب والخلف، ويجري عند بعضهم فيما أخبر أنه يفعله وذلك أن ما أخبر الله أن يفعله يجوز أن يفعله بشرط، وإخباره عما فعله لا يجوز دخول الشرط فيه وهذا أصح الوجوه، وعليه تأول ابن عمر الآية ويجري ذلك مجرى العفو والتخفيف عن عباده وهو كرم منه وفضل وليس بخلف.

قال: وأما ما تعلق من الأخبار في الأمر والنهي فالنسخ فيه جائز عند جماعة من الناس وسواء كان ذلك خبرًا عن الماضي أو عن زمان مستقبل.

[٣٢٦] أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا


(١) سورة الأنفال (٨/ ٦٦).
(٢) سيأتي هذا الحديث في الباب السابع والثلاثين.
(٣) في (ن) والمطبوعة "كما حقق".

[٣٢٦] إسناده: حسن.
• أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي (م ٢٨٨ هـ). اشتهر بالمصري لإقامته بمصر مدة، وكان ثقة عارفًا، جمع حديث الليث وحديث ابن لهيعة وصنف في الزهد كتبًا كثيرة. وكان له مجلس وعظ. راجع "تاريخ بغداد" (١٢/ ٧٥ - ٧٦)، "السير" (١٥/ ٣٨١ - ٣٨٢)، "البداية والنهاية" (١١/ ٢٢٢).
• مالك بن يحيى. ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٦٦) فقال: مالك بن يحيى السوسي، أبو غسان: سكن بغداد يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرهاب بن عطاء وأهل العراق.
روى عنه أهلها. مستقيم الحديث.
• يزيد بن هارون بن زاذان، أبوخالد الواسطي (م ٢٠٦ هـ). ثقة متقن عابد، من التاسعة (ع). =

<<  <  ج: ص:  >  >>