للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وليس لك من ميراثه شيء، قال؟ فمرضه حتّى مات ولم يأخذ من ماله شيئًا، قال: فأتي في النّوم، فقيل له: ائت مكان كذا وكذا، فخُذ منه مائة دينار، فقال في نومه: أفيها بركة؟ قالوا: لا، فأصبح فذكر ذلك لامرأته، فقالت له: خُذْها فإنّ من بركتها أن نكتسي منها ونعيش فيها، قال: فأبى فلما أمسى أتي في النّوم، فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخُذْ منه عشرة دنانير، فقال: أفيها بركة؟ قالوا: لا، فلماّ أصبح ذكر ذلك لامرأته، فقالت له مثل مقالتها الأولى، فأبى أن يأخذها، فأتي في النّوم في الليلة الثالثة أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارًا، فقال: أفيه بركة؟ قالوا: نعم، فذهب فأخذ الدّينار، ثمّ خرج به إلى الشوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال: بكم هذا؟ قال: بدينار، فاخذهما منه بالدينار، ثمّ انطلق بهما، فلماّ دخل بيته شقّ الحوتين، فوجد في بطن كلّ واحدِ منهما درّة لم ير النَّاس مثلها، قال: فبعث الملك بدرّة يشتريها فلم توجد إلاَّ عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلًا ذهبًا، فلما رآها الملك، قال: ما تصلح هذه إلاَّ باخت، اطلبوا مثلها وإن أضعفتم، قال: فجاءوه فقالوا: أعندك أختها؟ نعطيك ضعف ما أعطيناك، قال: أَوَتَفْعَلُونَ؟ قالوا: نعم، فأعطاهم أختها بضعف ما أخذ للأولى.

[٧٥٤٨] أنجبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: لما قدم أبو موسى وأبوعامر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فبايعوه وأسلموا] (١)، قال: "ما فعلت امرأة منكم تُدعى كذا وكذا"؟ قالوا: تركناها في أهلها، قال: "فإنّه قد غفر لها" قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: "ببّرها والدتها" قال: "كانت لها أئم عجوز كبيرة، فجاءهم النّذير أنّ العدوّ يريدون أن يغيروا عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمّها فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثمّ ألصقت بطنها ببطن أمّها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمّها من الرمضاء حتّى نَجَتْ".

هذا مرسل.


[٧٥٤٨] إسناده: مرسل رجاله ثقات.
والحديث عند عبد الرزاق في "مصنفه" (١١/ ١٣٣ - ١٣٤ رقم ٢٠١٢٤). ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٢٦٩) لعبد الرزاق في "المصنف" والمؤلف.
(١) ما بين الحاصرتين سقط من "ن"

<<  <  ج: ص:  >  >>