للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القطان، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا عبد القاهر بن السري، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء فاوحى الله إليه: "أني قد فعلت إلا ظلم (١) بعضهم بعضًا، وأما ذنوبهم فيما بينهم وبيني قد غفرتها، فقال: يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرَا من مظلمته، وتغفر لهذا الظالم". فلم يجبه ذلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فاجابه "إني قد غفرت لهم". قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبتسم فيها؟ قال: "تبسمتُ من عدوّ الله إبليس إنه لمّا علم أنّ الله تعالى قد استجاب لِي في أُمتي أهْوى يدعو بالْوَيْل والثبور ويحثو التراب على رأسه".

قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب "البعث" فإن صح بشواهده ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله عزّ وجلّ: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لمِنْ يَشَاءُ} (٢) وظلم بعضهم بعضَا دون الشرك.

وفي الحديث الثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني جبريل فاخبرني أن من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة" قال: قلت: يا رسول الله و ان زنى و ان سرق؟ قال: "واِنْ زَنى واِنْ سَرَقَ".

[٣٤١] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السري بن


= وساقه المؤلف بهذا السند في السنن الكبرى، (٥/ ١١٨).
وأخرجه أبو يعلى في فى "مسنده" (٣/ ١٤٩ - ١٥٠ رقم ١٥٧٨) وعبد الله بن أحمد في زوائد "المسند" (٤/ ١٤ - ١٥) وابن ماجه في المناسك (٢/ ١٠٥٢ رقم ٣٠١٣) من طريق عبد القاهر ابن السري عن ابن كنانة.
(١) في النسخ "لظلم.
(٢) سورة النساء (٤/ ٤٨، ١١٦).

[٣٤١] إسناده: صحيح.
• عمر بن حفص بن غياث، الكوفي (م ٢٢٢ هـ).
ثقة، ربما وهم. من العاشرة (خ، م، د، س، ت).
• وأبوه حفص بن غياث بن طلق، أبو عمر، الكوفي (م ١٩٤ هـ).
ثقة فقيه، تغير حفظه قليلَا في الآخر. من الثامنة (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>