للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاضى، حدثنا جعفر بن عون، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل غلام رهينة بعقيقته، يذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه ويسمّى".

قلت: ولو سمّاه يوم تحنكه كان أولى، ويشبه أن يكون التاريخ في حديث سمرة للعقيقة والحلق دون التسمية.

فقد روينا (١) في حديث أبي موسى في تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - ولده يوم حنّكه بتمرة.


= ومرة جمع بينهما فقال: "ويدمى ويسمى". والرواية الأولى هي التي يشرح الصدر لها لاتفاق الأكثر عليها ولا سيما لها متابعات وشواهد بخلاف الأخرى فهي غريبة ولذلك قال أبو داود عقبها: "وهذا وهم من همام"، "ويدمى" وخولف همام في هذا الكلام وإنما قالوا "يسمى" فقال همام: "يدمى" وليس يؤخذ بهذا وقال عقب الرواية الأولى "ويسمى" أصح، كذا قال سلام بن أبي مطيع عن قتادة وإياس بن دغفل وأشعث عن الحسن. قلت: قد وصله الطحاوي في "مشكل الأثار" (١/ ٤٥٤) من طريق أشعث عن الحسن، وإسناده جيد فهو شاهد قوي لرواية الجماعة عن قتادة. وقد رد الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٤٦) تغليظ أبي داود لهما بقوله: قلت أي الحافظ يدل على أنه ضبطها أن في رواية بهز عنه ذكر الأمرين التدمية والتسمية، وفيه أنهم سألوا قتادة عن هيئة التدمية فذكرها لهم، فكيف يكون تحريفا من التسمية وهو يضبط أنه سأل عن كيفية التدمية؟ قال الألباني: وهو الجواب الصحيح لو كانت الدعوى محصورة في كون هذه اللفظة "ويسمى" تحرفت عليه فقال: "ويدمى" لكن الدعوى أعم من ذلك، وهي أنه أخطأ فيها سواء كان المحفوظ عنه إقامتها مقام "ويسمى" أو كان المحفوظ الجمع بين اللفظين فقد اختلفوا عليه في ذلك وهو في كل ذلك واهم، وهذا لمان كان بعيدا بالنسبة للثقة، فلابد من ذلك يسلم لنا حفظ الجماعة، فإنه إذا كان صعبا تخطئة الثقة الذي زاد على الجماعة فتخطئة هؤلاء ونسبتهم إلى عدم الحفظ أصعب. ومع ذلك فإن تدميم رأس الصبي عادة جاهلية قضى عليها الإسلام بدليل حديثين اثنين من حديث بريدة وعبد المزني انتهى قول الألباني. وقال الحافظ ابن حجر: وأعل بعضهم الحديث بأنه من رواية الحسن عن سمرة وهو مدلس، لكن روى البخاري في "صحيحه" من طريق الحسن أنه سمع حديث العقيقة من سمرة كأنه عنى هذا. قال الألباني: قلت: ورواه أيضًا النسائي عقب الحديث مباشرة كأنه يشير بذلك إلى أنه أراد هذا الحديث وهو الظاهر، ويؤيده أنه لا يعرف للحسن حديث آخر في العقيقة، والله أعلم. راجع "إرواء الغليل" (رقم ١١٦٥) وانظر "علل الحديث" لابن المديني (ص ٦١ - ٦٣).
(١) راجع ما مر قريبا برقم (٧٤١٩، ٧٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>