للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سليمان، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أبوأويس، حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان إبراهيم أوّل من اختتن وهو ابن عشرين ومائة سنة، اختتن بالقدوم، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة" القدوم: اسم موضع.

[٨٢٧١] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن


= حديث معلول، رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قوله، ومع هذا فهو من رواية أبي أويس عبد الله بن عبد الله المدني، وقد روى له مسلم في "صحيحه" محتجا به، وروى له أهل "السنن الأربعة" وقال أبو داود: هو صالح، واختلفت الرواية فيه عن ابن معين، فروى عنه الدوري في حديث ضعيف، وروى عنه توثيقه، ولكن المغيرة بن عبد الرحمن وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما رووا عن أبي الزناد خلاف ما رواه أبو أويس وهو ما رواه أصحاب الصحاح أنه اختتن وهو ابن ثمانين سنة وهذا أولى بالصواب، وهو يدل على ضعف المرفوع والموقوف. وقد أجاب بعضهم بأن قال: الروايتان صحيحتان، ووجه الجمع بين الحديثين يعرف من مدة حياة الخليل فإنه عاش مائتي سنة منها ثمانون غير مختون، ومنها مائة وعشرون سنة مختونا، فقوله: اختتن لثمانين سنة مضت من عمره، والحديث الثاني: اختتن لمائة وعشرين سنة بقيت من عمره. فرده ابن القيم بقوله: وفي هذا الجمع نظر لا يخفى، فإنه قال: أول من اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة ولم يقل: اختتن لمائة وعشرين سنة.
ثم قال: وبالجملة فهذا الحديث ضعيف معلول لا يعارض ما ثبت في الصحيح ولا يصح تأويله بما ذكره هذا القائل لوجوه:
أحدها: أن لفظه لا يصلح له، فإنه قال: اختتن وهو ابن عشرين ومائة سنة.
الثانية: أنه قال: ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
الثالثة: أن الذي يحتمله على تعسر واستكراه قوله: اختتن لمائة وعشرين سنة ويكون المراد بقيت من عمره لا مضت. والمعروف في مثل هذا الاستمال إنما هو إذا كان الباقي أقل من الماضي، فإن المشهور من استعمال العرب في "خلت، وبقيت" أنه من أول الشهر إلى نصفه يقال: خلت وخلون ومن نصفه إلى آخره بقيت وبقين، فقوله: لمائة وعشرين بقيت من عمره، مثل أن يقال: لاثنتين وعشرين ليلة بقيت من الشهر، وهذا لا يسوغ، وبالله التوفيق انظر "تحفة المودود" (ص ١٠٨ - ١١١).

[٨٢٧١] إسناده: حسن موقوف.
• محمد بن عبد الوهاب هو الفراء العبدي.
• جعفر بن عون هو المخزومي صدوق.
• يحيى بن سعيد هو الأنصاري.
والخبر ذكره ابن عساكر في "تهذيب تاريخ دمشق الكبير" (٢/ ١٤٨ - ١٤٩) عن أبي هريرة بتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>