قال المروزي: سئل أبو عبد الله هل ختن إبراهيم نفسه بالقدوم؟ قال: بطرف القدوم وقال أبو داود وعبد الله بن أحمد وحرب: إنهم سألوا أحمد عن قوله: اختتن بالقدوم فقال: هو موضع وقال غيره: هو اسم للآلة وقالت طائفة: من رواه مخففا فهو اسم الموضع ومن رواه مثقلا فهو اسم للآلة، وفي حديث يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال يحيى: القدوم: الفأس، وقال النضر بن شميل: قطعه بالقدوم، فقيل له: يقولون: قدوم قرية بالشام فلم يعرفه، وثبت على قوله. وقال الجوهري: القدوم الذي ينحت به مخفف قاله ابن السكيت، ولا تقل: قدوم بالتشديد، تقال اسم موضع مخفف. وقال ابن القيم: والصحيح أن القدوم في الحديث: الآلة لما رواه البيهقي، ثم ذكر حديث علي بن أبي طالب. راجع "تحفة المودود" (ص ١٠٨ - ١٠٩). وقال ابن الأثير: القدوم (بالتخفيف) قيل: هي قرية بالشام ويروى بغير ألف ولام وقيل: القدوم بالتخفيف والتشديد: قدوم النجار. وقال الزمخشري: القدوم (بالتخفيف): المنحات، وقد روي بالتشديد، وقدوم: علم على قرية بالشام ثم ذكر قول ابن شميل. انظر "النهاية" (٤/ ٢٧) "الفائق" (٣/ ١٦٥) "اللسان" (مادة ق د م)، "معجم مقاييس اللغة" (٥/ ٦٦). (٢) حديث موسى بن علي عن أبيه موقوفا. أخرجه المؤلف في "سننه" (٨/ ٣٢٦) وعنه ابن القيم في "تحفة المودود" (ص ١٠٩ رقم ١٩٠) عن أبي عبد الله الحافظ وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبيد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا موسى بن علي، قال سمعت أبي يقول: إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة، فجعل فاختتن بقدوم، فاشتد عليه الوجع، فدعا ربه، فأوحى الله إليه أنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة قال: يارب كرهت أن أؤخر أمرك، قال: وختن إسماعيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة وختن إسحاق وهو ابن سبعة أيام. وذكره ابن عساكر في "تهذيب تاريخ دمشق الكبير" (٢/ ١٤٨) مختصرا ونسبه لأبي يعلى الموصلي. كما أورده بكامله في موضع آخر بدون عزوه (٢/ ١٤٩).