للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن زربي عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.

قال البيهقي رحمه الله: (وهذا إسناد ضعيف غير أن معنى ما روي فيه موجود في الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذكر الصراط، وقد ذكرناها في كتاب "البعث" قال الحليمي رحمه الله) (١) قوله في الصراط إنه أدق من الشعرة معناه أن أمر الصراط والجواز عليه أدق من الشعر، أي يكون يسره وعسره على قدر الطاعات والمعاصي، ولا يعلم حدود ذلك إلا الله عزّ وجلّ لخفائها وغموضها، وقد جرت العادة بتسمية الخامض الخفي (٢) دقيقَا، وضرب المثل له بدقة الشعرة، وقوله إنه "أحد من السيف" فقد يكون معناه- والله أعلم- أن الأمر الدقيق الذي يصدر من عند الله إلى الملائكة (في إجازة الناس) (٣) على الصراط يكون في نفاذ حد السيف، ومضيه إسراعًا منهم إلى طاعته وامتثاله، ولا يكون له مرت، كما أن السيف إذا نفذ بحده وقوة ضاربه في شيء، لم يكن له بعد ذلك مرد.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات (٤) الصحيحة.

وروي عن زياد النميري (٥) عن أنس مرفوعًا: " الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف". وهي أيضًا رواية ضعيفة.


= قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: عنده عجائب. وقال النسائي: ليس بثقة.
راجع "الميزان" (٢/ ١٣٦)، "الكامل" لابن عدي (٣/ ١٢٠١).
• ويزيد بن الرقاشي، وهو ابن أبان أيضًا ضعيف. ولم أجد من خرّج الحديث.
(١) ما بين القوسين سقط من (ن)، وراجع ""المنهاج" (١/ ٤٦٣) لقول الحليمي.
(٢) في المطبوعة "الحمر".
(٣) سقط من (ن).
(٤) يعني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء في حديث الرؤية الطويل عند مسلم عن أبي سعيد.
قال أبو سعيد: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف (١/ ١٧١).
(٥) وهو زياد بن عبد الله النميري، ضعيف.
والحديث أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١١/ ٤٥٤) وقال: في سنده لين.

<<  <  ج: ص:  >  >>