للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "ضعف الممات": عذاب القبر.

وروينا (١) عن ابن عباس في قوله: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ}.

قال: (عذاب القبر قبل) (٢) عذاب يوم القيامة.

وقد ذكرنا الأحاديث التي وردت في هذا الباب في كتاب "عذاب القبر" ما أغنى ذلك عن سياقها ها هنا لكنا نذكر ها هنا مقدار ما يتبين به المقصود بالباب وبالله التوفيق.

[٣٩٠] أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة. حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ، قال: فَجَلس رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه، وقال:"استَعِيذُوا بالله مِنْ عَذَاب القَبر، فإن الرَّجُل المؤمِنَ إِذَا كانَ في انقَطاع مِنَ الدُّنْيَا وإقبال مِنَ الآخرَة نزلت إِلَيه مَلائكَة مِنَ السَّماَء بِيضُ الوجُوه وكأن وجُوهَهُم (٣) الشَمْس مَعَهم حنوطٌ من حنوط الجنَّة، وَكفَنٌ مِن كفن الجنة، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنه مَدَّ البصر، ثم يجيء مَلَكُ الموت، حتى يجلس عندَ رأسه فيقُول:؟ أيُّتهَا النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخرُجي إلى مغفرة من اللهِ وَرضْوَان، قَال: فتَخْرُج نفسُه فتَسيلُ كَما تسيلُ القطرةُ من فم السقَاء، فياخذها، فإذا أخَذها لم يَدَعْهَا في يده طَرفةَ عينٍ حَتى يأخُذَها، فيجعلَهَا في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منهَا كأطيب نفحة ريحِ مسكٍ وُجدَتْ على ظهر الأرض، فلا يَمُرُّونَ بملأٍ من الْمَلائكةِ إلَّا قَالُوا:


(١) أخرجه المؤلف في "إثبات عذاب القبر (١٦/ ١) والطبري في "تفسيره" (٢٧/ ٣٧).
(٢) سقط ما بين القوسن من (ن) والمطبوعة.

[٣٩٠] إسناده: رجاله ثقات.
• زاذان، أبو عمر الكندي البزاز، ويكنى أبا عبد الله أيضًا (م ٨٢ هـ). صدوق، يرسل، وفيه شيعية. من الثانية. (بخ م-٤).
(٣) في (ن) "كأن في وجوههم".

<<  <  ج: ص:  >  >>