للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا هذه الرّيخ الطيبة! فَيقُولُون: فلان بن فلان، باحسن أسمائه الَّذي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى ينتهى بها إلى السَّماء الدنيَا، فَيفتَحُ لَه فَيُشَيِّعُه من كلّ سماء مقرّبوهَا إلى السَّماء الَّتي تَليهَا، حتى ينتهى بِهَا إلى السَّماء السَّابعة، فيقُول الله عزّ وجلّ: اكتبوا عبدِي في عِلّيينَ في السَّماء السَّابعة، وأعيدُوه إلى الأرض، فإنّي منها خلقتُهم، وفيهَا أعيدهم، ومنها أُخْرجهم تارة أخرى، فتُعَادُ روحُه في جَسده، فيأتيه ملكان فيحلسَانه، فيقُولان: مَنْ ربكَ؟ فيقول: ربِّي الله، فيقُولان: ومَا دينُك؟ فيقُول: ديني الإسلامُ، فيقُولان: ما هذا الرجلُ الَذِي بُعث فيكُم؟ فيقُول: هُوَ رسول الله.

فيقُولان: وَمَا يُدْريك فيقُول: قرأتُ كتاب الله عزّ وجلّ فآمنتُ به وصدَّقْتُ، قَال: فَيُنادي منادِ من السَّماء أن صَدقَ عبدى فافرشُوه (١) مِنَ الجْنة، وألبسُوه مِنَ الجنَّة، وافتحُوا له بابًا من الجنَّة، فيأتيه من رَوْحهَا وطِيهَا، ويُفْسَح لَه فى قَبرْهِ مدَّ بصره، وبَأتِيه رجل حسن الوجه طيب الرّيح، فيقول له: أبشر بالذي يسُرُّك (٢) فهذا يومك الذي كنت تُوْعد، فيقول: مَنْ أنت؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخيْر، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة! رب أقم الساعة! حتى أرجع إلى أهلي ومالي".

قال: "وَأمّا العبدُ الْكَافر إذَا كانَ في انقطاع مِنَ الدُّنْيا، وإقبال مِنَ الآخرة، نزل إليه من السَّماء ملائكة سُودُ الوجوه، ومعهم المسوح، حتى يجلسُوا منه مدّ البصر، ثُمّ يأتِيه ملك الموت فيجلس عند رأسه، فيقول:؟ أيتها النفس الخبيثة اخْرُجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفَرَّقُ في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كَما ينتزع السفُّود من الصوف المبلول، فياخذونَهَا فيجعلونها في تلْك المسوح، قال: ويخرج منها أنتن من جيفة (٣) وجدت على وجه الأرض، فلا يمرون بها على ملأٍ من الملائكة إلّا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة! فيقولون: فلان بن فلان باقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا، حتّى يُنتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} (٤) إلى آخر الآية. قال: فيقول الله تبارك وتعالى: "اكتبوا


(١) في (ن) "فاورسوه".
(٢) في المطبوعة "بشرك".
(٣) في رواية أحمد "كأنتن ريح جيفة" وهو الوجه.
(٤) سورة الأعراف (٧/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>