للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والخامس: أن يكون في عامة الأوقات مشفقًا وجلًا من إعراضه عنه، وسلبه معرفته التي أكرمه فيوتوحيده الذي حلاه وزينه به.

والسادس: أن تكون آماله منعقدة (١) به لا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه.

والسابع: أن يحمله تمكن هذه المعاني في قلبه على أن يديم ذكره بأحسن ما يقدر عليه.

والثامن: أن يحرص على أداء فرائضه والتقرب إليه من نوافل الخير بما يطيقه.

والتاسع: (أنه إن سمع) (٢) من غيره ثناء عليه، وعرف منه تقربًا إليه وجهادًا في سبيله سرًّا أو إعلانًا مالأه ووالاه.

والعاشر: أنه إن سمع من أحد ذكرًاله أعانه (٣) بما يجل عنه أو عرف منه غيًّا عن سبيله سرًّا أو علانية باينه وناوأه.

فإذا استجمعت هذه المعاني في قلب أحد فاستجماعها هو المشار إليه باسم محبة الله تعالى جده، وهي وإن لم تذكر مجتمعة في موضع فقد جاءت متفرقة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن دونه، فمن ذلك معنى ما:

[٤٠٤] أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهرى الصوفي بهمدان، حدثنا


(١) وفي المنهاج "معقودة" وهو الأوجه.
(٢) وفي النسخ "التاسع أن يسمع من غيره" وما أثبته هو الموافق للسياق.
(٣) كذا في النسخ الموجودة. وفي المنهاج "إن سمع من أحد ذكراله بما يجل عنه" وهو ظاهر المعنى.

[٤٠٤] إسناده: ضعيف.
• أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين، الأبهري ثم الهمداني (م ٤٢٨ هـ).
القدوة، شيخ الزهاد، قال شيرويه: كان وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، بعيد الإشارة، دقيق النظر.
وارتحل وعُني بالرواية. وكان ثقة عارفًا له شأن وخطر وكرامات ظاهرة.
راجع "السير" (١٧/ ٥٧٦).
• أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان، الحميري، البغدادي، الحربي السكري (م ٣٨٦ هـ) عمّر دهرًا، وتفرّد بأشياء.
قال الخطيب: سألت الأزهري عنه فقال: صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه لكن بعض المحدثين قرأ عليه شيئًا منها لم يكن فيه سماعه، وألحق فيه السماع، فجاء آخرون =

<<  <  ج: ص:  >  >>