للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فصحت بها، فقلت: ويحك أمثل هذا الشعر يقال لله عز وجلّ؟ فقالت: إليك عني يا ذا النون فلو أطلعك الخبير على الضمير لرجمت من عذلت بمرو بيت الأخرى، فقالت: يا ذا النون! لأقولن أعجب من هذا ثم أنشات تقول:

صبرت وكان الصبر خير مغبة … وهل جزع يجزي علي فأجزع

صبرت على ما لو تحمن بعضه … جبال ثرودي أصبحت تتصدع

ملكت دموع العين ثم رددتها … إلى ناظري فالعين في القلب تدمع

قلت: من ماذا يا جارية؟ فقالت: من مصيبة نالتني لم تصب أحدًا قط، قلت: وما هذه المصيبة؟ فقالت: يا ذا النون! كان لي شبلان يلعبان أمامي، وكان أبوهما ضحى بكبشين، فقال أحدهما لأخيه: يا أخيه! أريك كيف ضحى أبونا بكبشه، فقام أحدهما وأخذ الآخر شفرة فنحره، وهرب القاتل، فدخل أبوهما، فقلت: إن ابنك قتل أخاه فهرب، فخرج في طلبه فوجده قد افترسه السبع فرجع الأب فمات في الطريق ظما وجوعًا". وكان لي طفل صغير وكنت أطبخ قدرًا فغفلت عنه، فأصاب فسقط القدر عليه، فمات حرقًا، قال ذو النون: فلم أسمع بشيء أعجب من ذلك.

[٩٧٢٤] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا سعيد بن رميح، يقول: سمعت عمر بن محمد بن بجير يقول: خرجت في جنازة أحمد بن صالح بمصر فرأيت على قبر مكتوبًا.


[٩٧٢٤] إسناده: جيد.
• أبو سعيد بن رميح هو أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة الحافظ.
• عمر بن محمد بن بجير أبو حفص الهمداني السمرقندي (م ٣١١ هـ).
مصنف المسند محدث ما وراء النهر ومصنف التفسير والصحيح وغيره، قال أبو سعيد الإدريسي: كان فاضلًا خيرًا ثبتًا في الحديث، له الغاية في طلب الآثار والرحلة.
راجع "السير" (١٤/ ٤٠٢) "الأنساب" (٢/ ٩٦) "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٧١٩ - ٧٢٠) "العبر" (١/ ٤٦٢) "طبقات الحفاظ" (ص ٣١٢) "طبقات المفسرين" (٢/ ٩) "النجوم الزاهرة" (٣/ ٢٠٩) "البداية والنهاية" (١١/ ١٦٠) "شذرات الذهب" (٢/ ٢٦٢).
• أحمد بن صالح المصري هو أبو جعفر بن الطبري البغدادي وثقه أبو داود والبخاري وغيرهما، وتكلم فيه النسائي. لم أجد هذا الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>