وقوله "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا" قال أبو سليمان الخطابي في "معالم السنن" (١/ ١٩ - ٢٠): فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه بالتخفيف عنهما وكأنه - صلى الله عليه وسلم - جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في جريدة الرطب معنى ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه. وقال الشيخ أحمد شاكر: وقلت أنا في شرحي للترمذي: وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصرارا على هذا العمل الذي لا أصل له، غلوا فيه، خصوصا في مصر تقليدا للنصارى حتى صاروا يضعون الزهور على القبور ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقربائهم ومعارفهم تحيّة لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت شبيهة بالرسمية في المجالات الدولية فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدة من بلاد أوربا ذهبوا إلى قبور عظمائها أو إلى قبر من يسمّونه "الجندي المجهول" ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها تقليدا للإفرنج واتباعا لسنن من قبلهم، ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة، بل تراهم يصنعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمت أن أكثر الأوقاف التي تسمّى أوقافا خيرية موقوف ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدع وخرافات ومنكرات لا أصل لها في الدّين، ولا مستند لها في الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا. (تعليق مسند أحمد ٤/ ٣٠٣ - ٣٠٤) انظر "فتح الباري" (١/ ٣٢٠ - ٣٢١). وفي الباب حديث عن أبي بكرة وجابر بن عبد الله، وأيا أمامة وعبد الرحمن بن حسنة وأبي هريرة وعائشة. راجع كتاب "الزهد" لوكيع بن الجراح.
[١٠٥٨٩] إسناده: ضعيف. • أبو جعفر النفيلي هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحرّاني. • خليد بن دعلج هو السدوسي البصري ضعيف. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ٩١٨) عن أحمد بن عبد الرحمن الحراني عن أبي جعفر النفيلي به.