للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الذهبي: كان فهمًا، حافظًا، متقنًا، ذكيًا، بصيرًا بهذا الشأن، لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ولا كان له نظير في زمانه وكان له إجازات عالية.

وقال ابنه القاسم: روى عنه أشياء من تصانيف بالإجازة في حياته واشتهر اسمه في الأرض.

ومن تصانيفه الكثيرة (١): "تاريخ مدينة دمشق"، "غرائب مالك"، "فضائل أصحاب الحديث"، "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري". وغير ذلك. وكان مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار، يحيي ليلة النصف والعيدين للصلاة والتسبيح، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة، وكان زاهدا في الدنيا لم يتطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، وأعرض عن طلب المناصب من الإمارة والخطابة، وأباها بعد أن عرضت عليه، ولم يلتفت إلى الأمراء والسلاطين، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في اللّه لومة لائم.

اعترف علماء عصره بفضله وعلو درجته، وكان يسمى ببغداد "شعلة نار" من توقده وذكائه وحسن إدراكه.

قال الحافظ أبو محمد المنذري: سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا. فقال: من هم؟ قلت: الحافظ ابن عساكر، والحافظ ابن ناصر. فقال: ابن عساكر أحفظ. قلت: ابن عساكر وأبو موسى المديني؟ قال: ابن عساكر. قلت: ابن عساكر وأبو طاهر السلفي؟ فقال: السلفي شيخنا، السلفي شيخنا.

ويعلق عليه الذهبي قائلا: لوح بأن ابن عساكر أحفظ ولكن تأدب مع شيخه. وقال لفظا محتملا أيضًا لتفضيل أبي طاهر (٢).


(١) انظر أسماء مؤلفاته في "السير" (٢٠/ ٥٥٩ - ٥٦٢) و"تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (٦/ ٦٩ - ٧٣).
(٢) "السير" (٢٠/ ٥٦٧، ٥٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>