للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، الدمشقي (١)، الشافعي، بهاء الدين (٥٢٧ - ٦٠٠ هـ).

اعتنى به أبوه من صغره وسمعه، واستجاز له من كثير من الشيوخ فأجاز له أبو عبد اللّه الفراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم القشيري، ومحمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار الخواري، وهؤلاء من تلاميذ البيهقي، وأجاز له آخرون ممن لقيهم والده، وأكثر الرواية عن أبيه أبي القاسم الحافظ.

قال الذهبي (٢): ما علمت أحدا سمع من أبيه أكثر من هذا الابن حتى ولا ابن الإمام أحمد بن حنبل، لعل القاسم سمع من أبيه ثلاثة آلاف جزء.

وقال: هو أوسع رواية وسماعا من أبي الفرج بن الجوزي، وله عمل جيد، ولكن ابن الجوزي أعلم منه بكثير بالرجال والمتون وبعدّة فنون، وكل منهما لم يرحل بل قنع أبو محمد ببلده ووالده، وناهيك بذلك. وقنع أبو الفرج ببغداد. نعم حج أبو محمد سنة ٥٥٥ هـ. فسمع بمكة وبمصر، وحدّث بها وبالحجاز وبيت المقدس ودمشق. حدث "بصحيح مسلم" بسماعه من علي بن سليمان المرادي، وبإجازته من أبي عبد الله الفراوي، وأملى وصنف، ونُعت بالحفظ والفهم ولكن وصف خطُّه بالرداءة وعدم الجودة.

قال ابن نقطة (٣): هو ثقة، ولكن خطه لا يشبه خط أهل الضبط، وكان يعيش عيش زهد وقناعة، ولي بعد أبيه مشيخة النورية، فما كان يقبل من الرواتب شيئا، بل كان يعطيه لمن يرحل في طلب الحديث.

منهجنا في تحقيق الكتاب: بعد دراسة المخطوطات المتوفرة لدينا قررنا أن نأخذ نسخة أحمد الثالث أصلا، وذلك لسببين:

أولًا: هي نسخة مقروءة فيها تصحيحات، ويبدو أنها أقدم من أختيها.


(١) ترجمته في "التقييد" (٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠)، "التكملة" (٢/ ٨، ٩)، "السير" (٢١/ ٤٠٥ - ٤١٠)، "طبقات السبكي" (٥/ ١٤٨)، "البداية" (١٣/ ٣٨)، "شذرات" (٤/ ٣٤٧).
(٢) "السير" (٢١/ ٤٠٦).
(٣) "التقييد" (٢/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>