للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} قال نطفة ثم علقة ثم مضغة، شيئًا بعد شيء.

[٧١٨] أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف أخبرنا أبو سهل الإسفراييني، حدثنا أبو جعفر الحذاء، حدثنا علي بن المديني، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد في قوله: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.

قال: لا تبالون لله عظمة قال: والرجاء: الطمع والمخافة.

قال (١) وحدثنا علي حدثنا مسكين أبوفاطمة، قال سأل منصور بن زادان رجل وأنا أسمع: ما كان الحسن يقول في قوله: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.

قال: لا تعلمون له عظمة ولا تشكرون له نعمة.

قال الحليمي (٢) رحمه قالله: ولا فرق بين أن يقول السيد لمملوكه: مالك لا تخاف سلطاني وملكي؟ وبين أن يقول،: مالك لا تعرف نفسك قدرها (٣) ولا تنزلها منزلة مثلها؟ ففي الكلامين يراد بهما تقرير حال العبد عند نفسه لئلا يأمن سطوة سيده فيدعوه ذلك إلى مفارقة طاعته.

وأبين من هذا قوله عزّ وجلّ: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا. أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا. أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (٤).

فعرفهم أنه لا ينبغي لهم في حال من الأحوال أن يفارقوا طاعته أو يقصروا شكره، مستشعرين منه أمنّا و يرونه من نعمه السابغهَ عليهم، مقدرين إنه راض


[٧١٨] إسناده:- وجاله ثقات. والخبر أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢٩/ ٥٩).
(١) أي أبوجعفربالحذاء. مسكين أبوفاطمة. اسم أبيه عبد الله. قال الدارقطني: ضعيف الحديث. قاله ابن حجر في "لسان الميزان" (٦/ ٢٨).
(٢) راجع "المنهاج" (١/ ٥٠٩ - ٥١٠).
(٣) كذا في "المنهاج" وفي الأصول الخطية "ورقها".
(٤) سورة الإسراء (١٧/ ٦٧ - ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>