للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حامدًا اللفاف يقول: سمعت حاتم الأصم يقول: سمعت شقيقًا يقول: ليس للعبد صاحبٌ خيرٌ من الهمّ والخوف: همّ فيما مضى من ذنوبه، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به.

[٨٦٩] أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت محمد بن الحسن الخشاب البغدادي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجُريري يقول: سمعت سهلاً يقول: لا يبلغُ (أحدٌ) حقيقةَ الخوف حتى يخاف مواقع علم الله فيه ويحزن على ذلك.

[٨٧٠] حدثنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أخبرنا والدي، أنبأني صديقي أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال: كنت عند الجنيد فدخل الشبلي فقال جنيد: من كان الله همّه طال حزنُه.

فقال الشِّبلي: لا، يا أبا القاسم بل مَن كان اللهُ هَمه زال حزنُه.

قال البيهقي رحمه الله: قولُ الجنيد محمولٌ على ذكر الدنيا، وقولُ الشبلي محمولٌ على الآخرة: وقولُ الجنيد محمولٌ على حُزنه عند رؤية التقصير من نفسه في القيام بواجباته، وقول الشبلي محمولٌ على سروره بما أعطى من التوفيق في الوقت حتى جعل الهمّ همًا واحدًا والله أعلم.

[٨٧١] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سئل الأستاذ أبو سهل الصعلوكي في قوله:

{فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} (١).


[٨٦٩] محمد بن الحسن بن سعيد بن الخشاب، أبو العباس المخرمي، الصوفي (م ٣٦١ هـ) ذكره الخطيب في "تاريخه" (٢/ ٢٠٩) ونقل عن الحاكم قوله: كان من أظرف من قدم نيسابور من البغداديين، وأكملهم عقلًا ودينًا، وكثرهم تعظيمًا للسنة وتعصبًا لها.
• جعفر بن محمد هو الخلدي مرّ.
• الجريري هو أبو محمد، أحمد بن محمد بن الحسين مرّ أيضًا.
• سهل هو التستري ابن عبد الله.

[٨٧١] أبو سهل الصعلوكي هو محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون، العجلي، النيسابوري (م ٣٦٩ هـ). وصفه الذهبي بالفقيه، المتكلم، النحوي، المفسر، اللغوي، الصوفي، شيخ خراسان وقال: مناقب هذا الإمام جمة. قال الحاكم: هو حبر زمانه وبقية أقرانه. وكان مقدمًا في علم التصوف، صحب الشبلي وأبا علي الثقفي المرتعش، وله كلام حسن في التصوف. ترجمته في "الأنساب" (٨/ ٣٠٦ - ٣٠٧) "تبيين كذب المفتري" (١٨٣ - ١٨٨) "وفيات الأعيان" (٤/ ٢٠٤ - ٢٠٥) "السير" (١٦/ ٢٣٥ - ٢٣٩) "الوافي" (٣/ ١٢٤ - ١٢٥) "طبقات الأولياء" (٢١٥ - ٢١٦) "طبقات المفسرين" (٢/ ١٤٧ - ١٥١).
(١) سورة يونس (١٠/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>